الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
للوطن رجال.. تحيا مصر 4-4

للوطن رجال.. تحيا مصر 4-4

لم يكن الطريق إلى ثورة ٣٠ يونيو مفروشا بالورود وإنما كان مليئا بكل هذا الصلف وهذه العجرفة الإخوانية التى هدمت ثوابت المجتمع المصرى واستطاعت أن تفرق الشعب إلى أحزاب وفصائل وجماعات متناحرة ومن لم يكن من أبناء الشعب المصرى ساجدا على عتبات مكتب الإرشاد فى المقطم فقد خرج عن جماعة الأهل والعشيرة ومبدأ السمع والطاعة للمرشد العام للجماعة وقتها. 



شهد العام الذى تولى مرسى وجماعته الإرهابية حكم البلاد فشلا ذريعا على كل المستويات الداخلية والخارجية، فيه فشلت كل الزيارات الخارجية التى قام بها مرسى شرقاً وغربا وتعاظمت المشاكل الداخلية بصورة لم تحدث من قبل فى مصر جعلت الشعب يشعر بأن مصر ذاهبة فى طريق اللا عودة بعد قطع الكهرباء بصفة مستمرة يوميا فى كل المحافظات والوقوف فى طوابير طويلة تمتد إلى ساعات أمام محطات البنزين فى كل  مكان على أرض مصر.. فى هذا العام الأسود نجحت القوى المعادية لمصر من ضخ الآلاف من الإرهابيين إلى سيناء لمساندة الجماعة الإرهابية فى حكم البلاد والتلويح إلى الشعب بعمليات إرهابية من الممكن أن تتم داخل القاهرة نفسها إذا فكر المصريون يوما أن يخرجوا على حكم الجماعة الإرهابية ولتخويف الشعب وإرهابه قامت تلك الجماعات وتحت سمع وبصر مرسى وجماعته بقتل أبنائنا من القوات المسلحة وهم يفطرون فى رمضان ووقت أذان المغرب وحبات التمر ما زالت فى حناجرهم فى مشهد أدمى قلوب الشرفاء من أبناء هذا الوطن.. على جانب آخر شهدت علاقات مصر الخارجية تقزما ليس له مثيل فى تاريخ الدبلوماسية المصرية عدا الدولتين الإرهابيتين والداعمتين لحكم الإخوان وهما «قطر وتركيا».. وتراجعت العلاقات المصرية بمعظم الدول العربية الشقيقة ولم يخجل مرسى فى أحد خطاباته وسط الأهل والعشيرة فى الصالة المغطاة بقطع العلاقات مع سوريا وسحب القائم بالأعمال من دمشق وغلق السفارة السورية فى القاهرة بناء على مصالح الجماعة والأهل والعشيرة.. ولم يخجل هذا الرجل عندما جمع الإرهابيين وقتلة الرئيس الشهيد الراحل أنور السادات فى احتفالية نصر أكتوبر داخل الاستاد كل هذا الفشل وأكثر ولا يتسع المجال لذكره كان إشارة إلى الشعب بأن يهب لنجدة وطنه وإنهاء حكم المرشد فكانت ثورة الكرامة لهذه الأرض التى بكت لمدة عام كامل من حكم الإرهابية.  وسيذكر التاريخ أن الشعب والجيش قادران على التصدى لكل من يحاول عبثا تهديد أمن مصر القومى واستعباد شعبها الذى تتدفق عروقه بدماء الكرامة والوطنية.. خرج الشعب فى حماية الجيش ليرفع يده وصوته ضد حكم الإخوان وانتفضت نساء مصر قبل رجالها فى كل مكان لتصحيح عجلة الزمان التى خرجت عن مسارها طيلة عام ٢٠١٢ وسخر الله الأقدار أن يولد فجر جديد لهذا الوطن ولهذا الشعب على يد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى حمل روحه وتاريخه العسكرى على كفه مضحيا بكل شىء وحتى أمن وسلامة أسرته فى سبيل إنقاذ الوطن ورد كرامة الشعب.

بكل ثبات وثقة وفى 3 يوليو كانت مصر على موعد مع الحرية عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء لا موضع لقدم فى ميدان التحرير وفى الميادين العامة بالمحافظات الملايين من أبناء هذا الوطن فى انتظار خطاب القوات المسلحة يسبقه شعارات وهتافات يسقط الإخوان ويسقط حكم المرشد و«ارحل» يا مرسى فى مشهد مهيب أجبر العالم على احترام إرادة المصريين. 

أكد بيان الجيش والذى ألقاه الرئيس السيسى وقتها بعزل محمد مرسى العياط، من منصبه عندها تنفس الشعب الصعداء وانطلقت الزغاريد وأطلقت الأعيرة النارية فى الهواء ابتهاجا بهذا القرار وأكدت القوات المسلحة أنها درع مصر الواقية، وأن الجيش انحاز لإرادة الشعب الذى قال «لا» بكل قوة أمام بطش الإخوان، وتم تعيين المستشار عدلى منصور، رئيسا للبلاد حتى يتم تعديل الدستور. 

وتحمل الرئيس السيسى المسئولية فى توقيت صعب.. الاقتصاد المصرى منهار اجتهد ليلا ونهارا حتى وقفت مصر على قدميها من جديد وبالفعل نجح وبدأت عجلة العمل والإنتاج تدور وانطلقت دولة 30 يونيو إلى آفاق من التقدم والازدهار وبناء المدن الجديدة وإقامة المشروعات العملاقة والقضاء على العشوائيات والاهتمام بالفقراء ومحدودى الدخل وإقامة عدد من المبادرات الصحية والإنسانية التى لم تحدث فى أية دولة بالمنطقة رغم ظروفنا الاقتصادية ولم يغمض للقيادة السياسية جفن حتى يطمئن أن القوات المسلحة درع وسيف هذا الوطن وقت الشدائد وتحركت مصر لتحمى مصالحها مع القوى الكبرى فى العالم من خلال السياسة الخارجية المصرية حتى أصبحت جولات الرئيس الخارجية تشكل عاملا رئيسيا لخدمة الوطن والقارة الإفريقية والمنطقة العربية واستطاعت القيادة المصرية إحداث خلل فى توازنات القوى المعادية لمصر وفرضنا رؤيتنا لخير الإنسانية أمام القوى العظمى التى تسيطر على العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأصبح الغرب ينظر إلى مصر تحت قيادة هذه الزعامة السياسية المخلصة لله أولا ثم للوطن وللشعب وللأمة العربية والقارة السمراء على أسس من الاحترام والشراكة التى تقوم على تبادل المصالح المشتركة بين جميع الأطراف ورغم الظروف التى فرضتها جائحة كورونا علينا وعلى العالم هذا العام الذى كنا نتوقع فيه جنى الثمار ستخرج مصر بإذن الله عازمة على مواصلة البناء والتعمير وتحسين الظروف المعيشية للمصريين ومواجهة كل التحديات التى تريد النيل من عزيمة دولة 30 يونيو وبإذن الله منتصرون.. تحيا مصر.