الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من الشدائد تولد العزائم

من الشدائد تولد العزائم

اعتقد أن الدولة المصرية لايمكن أن تفوت جائحة كورونا دون الاستفادة من هذه التجربة بكل ما فيها من دروس ومواقف وأزمات.. الحياة كلها تجارب يوم حلو ويوم مر.. ماض عشناه وغد ننتظره ولاشك أن فيروس كورونا كان قاسيا بمعنى الكلمة على ملايين من البشر فى مصر وفى الوطن العربى وفى بلاد الغرب المتقدم.



عندى ثقة وشعور عميق بأن الحكومة تعلمت دروسا كثيرة من هذه الأزمة ورب ضارة نافعة فقد تعلمنا كيف نواجه الأزمات الكبرى بالفكر والتخطيط ودراسة الموقف جيدا قبل اتخاذ أية قرارات تتعلق بأمن الوطن والمواطن.. الأزمة كانت ولا تزال تجربة مهمة يجب الاستفادة منها على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها من نواحى الحياة التى تقوم عليها الدول والشعوب ومصر من أوائل دول العالم التى وضعت جدولا للتعامل مع هذه الجائحة على مدار عدة شهور بل مارست سياسة النفس الطويل مع الأزمة التى ضربت معظم دول العالم بلا استثناء.. يحسب لهذه الدولة أن شعبها لم يشعر بمرارة الجوع والمرض فى وقت واحد مثلما شعرت به بعض الدول ، صحيح أن القطاع الطبى متمثلا فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات التعليمية تعرضت لأكبر اختبار عملى بعد أن امتلأت المستشفيات بالمرضى المصابين بالكورونا وأصبح استيعاب كل المصابين مستحيلا كما شاهدنا خلال الأيام الماضية ولكن يحسب لهذا القطاع بكل من فيه أنهم قاموا بما يجب أن يكون لمواجهة الفيروس وتعرض الكثير منهم للعدوى والشهادة فى بعض الأحيان.. وأكبر دول العالم مهما كانت قوة قطاعها الصحى والطبى يستحيل أن تستوعب كل المصابين فى توقيت واحد ولكن الاختبار يجب أن يستفاد منه بأن نرتقى بالبنية الأساسية لقطاع الصحة وفى الأزمات الكبرى التى تتعرض لها الدولة يجب إخضاع كل  المستشفيات لخدمة الدولة والمواطن.. فى هذا الشق تحديدا كان للقيادة السياسية نظرة ثاقبة وهذه النظرة تتمثل فى المتابعة بدقة لكل ما يجرى على كافة الأصعدة حتى تمر الأزمة بسلام.. الروح المعنوية العالية التى كنت استشعرها  فى  جولات  الرئيس السيسى على بعض المشروعات والأحاديث  الجانبية التى لم تخل  من إنسانية مرتفعة وإحساس بالمسئولية كانت تشعرنى بأريحية وأن مصر فى أياد أمينة وأن عزيمة دولة ٣٠ يونيو لن تفتر أبدا رغم هجوم الجائحة والتغير الذى أحدثته فى  الخطط الاستراتيجية للدولة والرسالة المطمئنة أيضا فيما يتعلق بالحالة التى واجهتها المستشفيات التابعة لوزارة الصحة هذا التدخل الرئاسى السريع والاستعداد القتالى من رجال القوات المسلحة  لمواجهة الفيروس من خلال إنشاء المستشفى الميدانى بأرض المعارض والذى قامت بتجهيزاته الهيئة الهندسية وفى وقت قياسى   بقوة إجمالية ٤ آلاف سرير وبقدرة عالية تحتل رقما مميزا لتلك النوعية من مستشفيات العزل فى العالم ومنطقة الشرق الأوسط وبإذن الله  لن تتطور الأمور وتستدعى عمل هذا المستشفى لكن إنشاءه مهم جدا تحسبا لأية ظروف .

الشهادة لله أن عجلة هذه الدولة لا تتحرك بقوة وبسرعة دوران تفوق كل المعدلات بدون قائد السفينة عندما  يتابع مشروعا من المشروعات الكبرى نجد إنجازا ملموسا على أرض الواقع وعندما يعطى أمرا يجب أن ينفذ فى  الحال ولنا فيما نراه يوميا فى كل المحافظات من إزالات ومخالفات البناء والتعديات لا يستثنى منها أحدا خير دليل على هذا الكلام.

 عملية  الاستفادة القصوى من الأزمات والتعلم من المواقف والدروس يقوى العزائم ويشحذ الهمم  والمصاعب التى واجهت قطاعى التعليم والصحة وشعر بهما المصريون يؤكد على ضرورة الاستعداد ووضع خطط مستقبلية فى هذين القطاعين تحديدا بعد انتهاء جائحة كورونا، وهذا ما تقوم به الدولة على مدار السنوات المقبلة..  تحيا مصر