الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العُهدة العمرية.. والدعارة الأردوغانية

العُهدة العمرية.. والدعارة الأردوغانية

رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخليفة الثانى الذى ملأ الأرض عدلا ورحمة وكانت وصيته لجيوش المسلمين ما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.. لا تقطعوا شجرة.. ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا فى القتل.. ولا تهدموا معبدا ولا تخربوا بناء عامرا حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل».. كما أوصانا أيضا بالإحسان إلى الأسير وأن نكرمه ونطعمه وأن نوفى بالعهد.. وعدم إجبار أحد على الإسلام، وجاء الفاروق من بعده رضى الله عنه وكان يقول لجيوشه: (لا تُسكنوا الكنائس ولا تهدموها وقد أعطى الأمان لأهل القدس ومنح لهم حريتهم الدينية والسلامة لكنائسهم. 



والتاريخ يشهد على العهدة العمرية التى كانت من أهم مواثيق الشرف والرحمة فى التعامل مع غير المسلمين وإن دل ذلك على شىء إنما يدل على عظمة الإسلام وسماحته مع غير المسلمين وللإمام العادل موقف تاريخى يدرس إلى يومنا هذا فيما يتعلق بحقوق وحرية العبادة لكل البشر، لما تسلم رضى الله عنه مفاتيح بيت المقدس من البطريرك صفرونيوس، قال: يا أهل إيلياء، لكم ما لنا وعليكم ما علينا.. ثم دخل الى كنيسة القيامة وقد حان وقت الصلاة فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلى، فقال مكانك صلِ فقال: ما كان لعمر أن يصلى فى كنيسة القيامة، فيأتى المسلمون من بعدى ويقولون هنا صلى عمر، ويبنون عليه مسجداً. وابتعد الفاروق وفرش عباءته وصلى.

وأعطى الخليفة إلى أهل بيت المقدس، كتابا وهو العهدة العمرية، وهذه العهدة تعتبر من أهم المواثيق الإنسانية و الوثائقية فى تاريخ القدس وفلسطين ولم يكتف عمر بن الخطاب رضى الله عنه بذلك وإنما أمر خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان أن يشهدوا على العهدة العمرية.

من هذا المنطلق كانت رحمة الإسلام التى استقبلتها شعوب الأرض فى الشرق والغرب.. وما يحدث فى تركيا الآن لتحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد يعتبر دعارة سياسية أردوغانية بامتياز وكان الأولى للنظام التركى أن يغلق أسواق النخاسة والرذيلة فى أسطنبول وغيرها من المدن التركية التى أصبحت قبلة النساءالفقيرات اللائى تم أسرهن من دول متعددة. 

التقارير الدولية تشير إلى أن الإيرادات السنوية للدعارة فى تركيا تصل إلى ما يقرب من 4 مليارات دولار سنويا وفى تقرير للخارجية الأمريكية يصف تركيا بـ«دولة الترانزيت» فى أنشطة الدعارة والاتجار بالبشر، نهيك عن تلك الجرائم التى مارسها نظام أردوغان فى سوريا وفى العراق.

البيانات الرسمية فى تركيا تشير إلى أن العاملين فى نشاط الدعارة 100 ألف بينما البيانات غير الرسمية ترجح أن العدد يتجاوز 300 ألف وزيادة.

نشاط الدعارة مسموح ومقنن داخل تركيا، إلا أنه يُعاقب بالسجن من عامين إلى أربعة أعوام كل من يسهل أو يحرض على الرذيلة.

وللتوثيق فقد نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريرًا بشأن استغلال القاصرات من اللاجئات السوريات فى تركيا خاصة بمناطق جنوب وشرق تركيا، وبيعهن إلى الأتراك وكبار السن ومعظم تلك الفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 13-18 عامًا، يتم استغلالهن جنسيًا وإجبارهن على أداء بعض الأعمال الشاقة وتعذيبهن أحيانًا.

إذًا تاريخ تركيا وتحديدا فى عصر أردوغان يشوبه العار وما حدث فى عفرين من قوات الاحتلال التركى ليس ببعيد.. لا تنخدعوا باسم الإسلام عند تحويل كنيسة أيا صوفيا أحد معالم التراث الإنسانى المسيحى إلى مسجد فهذه أمور للاستهلاك المحلى الأردوغانى للتغطية على كل الإخفاقات السياسية والاقتصادية داخليا وخارجيا لهذا النظام ومساجد ومآذن عفرين السورية شاهدة على الجرائم التركية ضد بيوت الله.

تحيا مصر