الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
يسرى العزب المثقف العضوى

يسرى العزب المثقف العضوى

لله عباد اختصهم لخدمة عباده، لهم عند الله منزلة خاصة، فالله  جعلهم  لخدمة عباده فى كل مكان ، ولخدمة المواهب التى خلقها فى المجالات كافة، لولا هؤلاء لضاعت طاقات كثيرة وكبيرة وجبارة ، كانت ستفقدها البشرية والإنسانية، من هؤلاء الناس الذين اختصهم الله بخدمة عباده الدكتور يسرى العزب، والأمر ينطبق على النواحى العلمية والأدبية  على حد السواء، فالموهوب فنيًا وأدبيًا والمبتكر العلمى يحتاج لدفعة كبيرة من أصحاب الضمائر الحية كى يواصلوا عملهم ويطوروا أدواتهم فى الحياة، كان الدكتور يسرى العزب، الشاعر والناقد والأكاديمى والإدارى والنقابى المخضرم أحد أصحاب هذه الضمائر الحية التى كانت تتواجد فى الوسط الثقافى والأدبى بين أصحاب الحرف فى مصر كلها.



شاء القدر أن التقى من هؤلاء الكنوز عددًا معتبرًا على مستوى مدينتى التى ولدت وعشت فيها وهى مدينة المحلة الكبرى  وعلى مستوى مصر. أتذكر أننى رأيت د. يسرى العزب بداية فى مدينة المحلة الكبرى وأن بداية معرفتى به كان فى موقفين مهمين، الموقف الأول مناقشة وتقديم المجموعة القصصية على باب ناعسة للقاص  إيهاب الوردانى، فكان الدكتور يسرى العزب واحدًا من الذين نحبهم جدًا ونحترمهم فى المحلة وظل له فى قلوبنا مساحة كبيرة من الود والمحبة والإحترام، وكنا نقتنع تماما أنه من أهم نقاد عالمنا العربى وأنه حين يجلس على شيء نقدى سنرى ما لا سنراه من الآخرين.

والموقف الثانى الذى أكد المعرفة التى ظلت ما يزيد على ثلاثين عامًا كان الذهاب لندوة الفجر بالجيزة، وكان صاحب تلك الرحلة ومنظمها الشاعر الكبير نشأت الشريف، الرجل المثقف الذى كان يتشابه مع الدكتور يسرى فى الكثير من خصال محبة الآخرين والوقوف معهم ،وكان قد اقترح أن نذهب لزيارة ندوة الفجر ونلقى أعمالنا على رواد تلك الندوة التى يديرها وينظمها دكتور يسرى العزب، وبدأنا نحتشد  ونجهز الزوادة  الأدبية والميكروباص الذى سيقلنا  للجيزة ويعود بنا فى نهاية الليل وكأننا نجهز أنفسنا ليوم العيد، هناك قابلنا عددًا مهما من الكتاب والشعراء وبدأت العلاقة التى لم تنقطع حتى الآن.

لم يكن الدكتور يسرى العزب قابعًا فى ندوته بالجيزة ولكنه كان دائم التواصل مع كل أدباء وكتاب مصر بالأقاليم بشكل جعله واحدًا من أولياء الأدب بالنسبة لهم، فقد كان يتبنى كل القضايا التى تتعلق به، فكان أحد الذين أسسوا مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم وكان أول أمينًا عامًا له، ومشاركًا على المستويات كافة  فى معظم الدورات التى تم عقدها فى المدن المختلفة فى مختلف أنحاء مصر.

وكان د العزب واحدًا من القلائل المشاركين فى العمل النقابى فى معظم الكيانات الأدبية الموجودة فى القاهرة، فكل عضو دائم لمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ودار الأدباء ونادى القصة، وتراه دائما فاعلًا فى تلك الأماكن وأحد المؤثرين فى مجالسها لخدمة أعضائها.

ويبقى السؤال المهم الذى يجب أن يسأله محبوالدكتور يسرى العزب لأنفسهم، ماذا يجب أن نفعل لمنجز هذا الرجل الشعرى والنقدى؟خاصة أن ذلك هوالشيء الوحيد الذى سيبقى له إضافة لمحبة الناس، أرى أن علينا أن نضغط بمحبة لكى تخرج أعماله الشعرية والنقدية للنور، وأرجو من الناقد المخلص للرموز الأدبية الدكتور هيثم الحاج على أن يتولى طباعة أعماله من الهيئة العامة للكتاب ،وهذا فى تصويرى الأهم والأبقى وما أرجوه لنفسى حين أكون مكانه وحين تسقط ورقتى من الحياة الدنيا لعالم أوسع وأرحب.

وأخيرًا، سعدت بصحبة وزمالة الدكتور يسرى فى عضوية مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر لدورتين وفى دار الأدباء لدورة واحدة وسيبقى الدكتور يسرى العزب فى قلوب محبيه طالما كانوا على ظهر هذه الدنيا وأتمنى أن يظل بتجربته فى ضمير المستقبل أيضا بنشر أعماله، فهل يحققون أمنياتنا ببقاء الرجل بدواوينه الشعرية وكتبه النقدية فى المستقبل بنشرها مثل عشرات من المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا بجسدهم وبقوا بأعمالهم؟