الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قصر فاطمة هانم فهمى

قصر فاطمة هانم فهمى

شاركت مع صندوق التنمية الثقافية تحت إشراف دكتور محمد أبوسعدة فى مشروع توثيق لمنطقة الزمالك مع الدكتور مختار إسماعيل المعروف بعشقه للآثار المصرية وقصورها ومبانيها الحضارية حيث كنت مسئولا عن التوثيق البصرى ولفت نظرى أحد القصور المهجورة، والتى لم تكن  مدرجة  ضمن المشروع .



وفى فترة الحظر أعدت التفكير فى ذلك القصر المهجور الذى يقع فى شارع أحمد حشمت بالتحديد خمسة شارع أحمد حشمت، والذى اتضح لى أنه قصر فاطمة هانم فهمى أخت الوجيه على فهمى الذى قتل على يد زوجته الفرنسية مارجريت فى حادث هز مصر وقتها. 

وبعد  مقتل الوجيه على فهمى ورثته أخواته البنات الأربع زينب وعائشة وعزيزة وفاطمة..   زينب لم أًستطع الحصول على أى معلومات عنها، وعائشة هانم فهمى اشترت قصر أخيها  بمبلغ مئة ألف جنيه مصرى وتحول الآن لقصر الفنون المعروف بالزمالك، أما عزيزة فقصرها المنيف فى الإسكندرية يعد تحفة معمارية من أجمل معالم الأسكندرية والقصر به بعض المشاكل القانونية مع الورثة. 

أما فاطمة هانم وزوجها عبدالحليم باشا عاصم فقد تحول قصرهما إلى مدرسة الجزيرة الثانوية بالزمالك للغات . ولكن القصر لم يعد يستعمل كمدرسة ربما بفعل الزمن وأنه آيل للسقوط، يتميز القصر بالزخارف والرسوم على السقوف وينتمى لطراز الباروك المعمارى، والقصر الذى لم تمسه يد التجديد منذ سنوات طويلة ربما يكون معرضا للانهيار فى أى لحظة. وبنى القصر المهندس المعمارى العبقرى أنطونيولاشاك مصمم قصر سعيد حليم باشا وقصر عائشة فهمى وقصر عزيزة فهمى بالإسكندرية وكان أنطونيولاشاك هو مهندس الملكية الخاص.

يتميز قصر فاطمة هانم بوجود برج كبير يطل على منطقة الزمالك ونجد أن الطراز المعمارى للقصر يتميز بالإنسيابية والزخارف الفنية المميزة وتيجان الأعمدة لها طابع أوربى، وكذلك الأسقف ورغم صغر مساحة القصر إلا أنه يتميز بطابع جمالى فريد.  القصر لازال يحمل لافتة مدرسة الجزيرة الرسمية للغات ولا نعرف هل هناك صراع ما بين الورثة ووزارة التربية والتلعيم حول القصر ولماذا لم يسجل القصر فى جهاز التنسيق الحضارى.

هذا نداء لكل من يهمه أمر الحفاظ على تراث مصر المعمارى والحضارى أن ينقذ هذا القصر قبل فوات الأوان . كما أتمنى أن يكون هذا القصر متحفا للتراث الحضارى لعمارة القاهرة الخديوية مشتملا على قاعة مخصصة للفوتوغرفيا التى صورت عن مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين.. وأن تتعاون وزارات التربية والتعليم مع وزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة فى الاهتمام بهذا القصر وأن يكون ذلك القصر المهجور بداية لفتح ملف القصور الأثرية التى تحولت لمدارس فى ربوع مصر ثم أهملت بفعل الزمن وعدم الصيانة؛ لأننا ببساطة يمكن أن نحول هذه القصور فى جميع المحافظات لمتاحف تحكى تاريخ كل محافظة وقاعات لتعليم الفنون والثقافة .وأثق فى استجابة الدولة لهذا المطلب الذى يحفظ تاريخ مصر وتراثها للأجيال القادمة.