
د. ايناس الشيخ
توضيح.. مراتك مش نكدية يا فندم
من الزوجة الأصيلة إلى الزوجة النكدية، هكذا تحول وصف الزوجة المصرية مع تحولات الزمن، فتبدلت الموازين.. فميزان الرجولة الذى وزن الزوجة المصرية قديمًا لم يكن هو نفسه ميزان اليوم.. وعين «سى السيد» التى رأت أصالة «الست أمينة» لم تكن هى عين الرجل اليوم!.. هل تغيرت المرأة المصرية أم تغير الرجل المصرى أم بدلت ضغوط الحياة كليهما؟.
لم اكتب هذا المقال لأهاجم فيه الرجل إطلاقًا.. بل اكتبه إنصافًا لحق الزوجة المصرية اليوم.. التى اضطرتها ضغوط الحياة إلى أن تخلع ثوب «الست أمينة» المستكينة المطيعة.. فكان «تمردها» هو اللعنة التى ألحقتها بلقب «الزوجة النكدية».. فإذا كانت «الست أمينة» قديمًا عمودا من أعمدة البيت، فالزوجة المصرية اليوم بتقاسمها المسئولية مع الرجل وخروجها للعمل هى «العمود الفقري» للبيت.
عزيزى الرجل.. أليس من الحق أن تكون النظرة لزوجتك هى نفس نظرتك لأمك؟!.. فأصالة الأم التى ربت وسهرت وكافحت لكى تكون أنت رجلا اليوم.. هى نفسها أصالة الزوجة التى تربى وتسهر وتكافح كى يكون أطفالك رجال الغد.. لا يوجد فارق إطلاقًا بينهما فكلاهما يعطى وبسخاء.. ولكن نظرة الزوج لزوجته لم تكن عادلة مثل نظرة الابن لأمه! .
إذا كان الرجل يستطيع بطبيعته السيكولوجية أن ينعزل عندما تضغطه الحياة.. فالزوجة بطبيعتها السيكولوجية لا تستطيع فعل ذلك، فهى كائن أكثر من الرجل احتياجًا للاحتواء وقت الضغوط.. وهو ما يفسر سلوك الزوجة النكدية الذى هو فى حقيقة الأمر «لغة» تنطق بالحاجة للاحتواء».. «لغة» قد يفشل الرجل فى فك رموزها فيترجمها خطأ إلى نكد!.. لذلك «التواصل الجيد» بين الأزواج هو أعظم سلاح لمحاربة «النكد الزوجي»، وأعظم مُترجِم حب للغات الجنسين (الرجل والمرأة).
«النكد» لا يعرف هوية جندرية، لا يفرق بين رجل أو إمراة.. النكد يعرف الإنسان فقط بدون تمييز.. فيأتى كالشبح المخيف الذى يسكن روح الإنسان التى ماتت من كثرة عناء الحياة وضغوطها.. فالرجل والمرأة كلاهما معرضان للإصابة «بداء النكد» ..فهذا الوقت من الحياة لا ترحم ضغوطه رجل أو إمرأة.