الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النيل من صنع الله

النيل من صنع الله

تتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى على البشر وعلى الحجر وعلى كل مقومات الحياة التى ينهل منها الناس معيشتهم الدنيوية.. وعندما خلق الله الكون وخلق مصر وخلق أهلها أغدق عليهم الكثير من النعم ونعم الله فى الأساس لا يستطيع أحد أن يمحوها بعارض أو بتدبير.. أتابع عن قرب هطول الأمطار الغزيرة منذ عدة أيام فى دولة السودان الشقيق وهذا مؤشر خير على مصرنا الحبيبة بإذن الله رغم انهيار أحد السدود بفعل الأمطار وزيادة المياه.. الخير القادم من الجنوب لن يتوقف فى يوم من الأيام لأنه ببساطة شديدة من عند الله وليس من صنع أحدً من البشر ولذلك لن تشغلنا هذه القضية بعد اليوم طالما أن قدرة الله فوق قدرة الخلائق ولكن هناك دروسا مستفادة يجب أن نعيها وأن نتعلم كيفية المحافظة على كل نقطة مياه تصل إلينا عبر نهر النيل من الجنوب بداية من المنبع ومرورا  بدولتى المصب مصر والسودان. 



إذا من الضروريات المسلم بها الآن وفى هذا التوقيت تحديدًا ضرورة الشعور بالمسئولية تجاه كل نقطة مياه تصل إلينا فى مصر من خلال عدم الإسراف فى الاستخدامات الحياتية واليومية لهذه النعمة.. أنا وغيرى من الصحفيين نتحدث عن عدم الإسراف فى المياه وما زال الكثيرون  من المصريين يمسكون (الخراطيم).. وبالساعات يهدرون آلافا من أمتار المياه الصالحة للشرب لكى يرشون شوارعهم وأمام منازلهم خوفا من الأتربة وكسرا لحرارة الصيف هل يعقل ذلك حتى يومنا هذا؟.. وإلى متى تظل  تلك الثقافة البالية التى من الواجب أن تندثر إلى غير رجعة وأن يكون هناك عقوبات رادعة تطبق بسرعة وحسم  على كل من يقوم بهذا العمل خاصة فى المحافظات.. هذا سلوك يقوم به عدد ليس بالقليل  من المصريين وهذه حقيقة لا مفر منها تتسبب فى إهدار كميات كبيرة جدًا من المياه الصالحة للشرب. 

ثقافة الحفاظ على كل نقطة مياه لم يعد من أمور الرفاهية الثقافية وإنما هو من الأمور المسلم بها والتى تتعلق بالحياة والموت.. أين دور الإعلام الموجه فى هذه القضية؟ أين دور المشاركة المجتمعية والقوى الناعمة فى الوصول إلى عقول الصغار والشباب  قبل الكبار فى الحفاظ على كل نقطة مياه تنزل من (الحنفية) .

الدولة وحدها لن تسطيع عمل كل شىء هناك دور رئيسى يقع على عاتق كل المصريين والمسئولين فى المحافظات.. ثقافة الترشيد وثقافة الاستخدام الصحيح تؤدى إلى عملية توازن داخل المجتمع سوء كان  ترشيدا للمياه أو استهلاكا للسلع لأن الزمن الذى نعيشه الآن يتطلب من الجميع أن يعى ضرورة ثقافة الترشيد. 

من ضمن الأمور التى نشاهدها إلى يومنا هذا ما يتعلق بإلقاء المخلفات فى نهر النيل وفى معظم الترع والمصارف المائية على مستوى الجمهورية يكفى أن أقول إن الإسلام وكل الأديان تنهى عن تلويث مآخذ الماء التى يستخدمها الإنسان أو الحيوان.. متى نرى ونشاهد المصريين وقد اقتنعوا بأن المحافظة على مياه نهر النيل من التلوث هو بلا شك محافظة على أجسادهم فى المقام الأول  من الأمراض الصعبة التى ضربت أكبادهم وأجهزتهم الحيوية على مدار السنوات الماضية وما زالت دولة ٣٠ يونيو تنفق المليارات لتصليح ما أفسدته الأزمنة الماضية. 

الموافقات العشوائية على دق الآبار الارتوازية والرى بالغمر من الأمور الواجب مراجعتها إذا كنا نريد المحافظة على  حصتنا من المياه فى تلك الظروف الصعبة.. تبطين الترع الفرعية التى لا حصر لها فى نطاق كل زمام زراعى بالقرى والنجوع والعزب للأسف هناك الكثير من القنوات الفرعية لمجارى المياه طمست بفعل التعديات اليومية للفلاحين.. الدنيا تتغير والأطماع فى نعم الله التى حبا بها مصر تتزايد وعلينا أن ندرك كيفية المواجهة لكل هذه الأخطار والحفاظ على مقدراتنا من الماء  صفا واحدًا مع الدولة. تحيا مصر