الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مدينة الأحلام.. الألغام سابقا

مدينة الأحلام.. الألغام سابقا

تمر هذا العام الذكرى 78 على معركة العلمين كل ما كنت أسمعه وأشاهده على مدار سنوات عمرى منذ الصغر وحتى العشرين عاما الأخيرة خلال عملى فى الصحافة أن أرى احتفالا على استحياء يحضره بعض المسئولين فى الدولة وعدد من ممثلى الدول الأجنبية التى كانت طرفا فى الحرب العالمية الثانية، أسر كثيرة كانت تمثل لهم الذكرى شيئا من الحزن على فقدان من يحبون هذا بالنسبة للدول الأوروبية من الضيوف الأجانب.. وعلى مستوى بلدنا كنت أشاهد هؤلاء الرجال والشباب حتى بعض النساء التى قطعت أجسادهن الألغام دون شفقة أو رحمة لمن كتبت لهم الحياة أما الأغلبية العظمى فقد لقوا حتفهم ونحسبهم عند الله من الشهداء. الرئيس عبدالفتاح السيسى  حضر احتفالا بهذه الذكرى الحزينة عام 2017 مع الحاكم العام لأستراليا، وعدد من وزراء وممثلى ١٤ دولة وجمع  من أسر ضحايا الحرب العالمية الثانية والمحاربين القدماء الذين شاركوا فى هذه المعركة. 



الرئيس خلال الاحتفالية قال: إن مدينة العلمين تشكل مزيجاً جغرافياً وتاريخياً فريداً، يستحق كل الاهتمام، من خلال إنشاء مدينة العلمين الجديدة، لتقديم نموذجا للسلام والبناء والتعمير، وضرورة هزيمة آلام الماضى بآمال المستقبل .. بهذه الكلمات البسيطة التى كانت البداية لغلق أبواب الحزن والذكريات الصعبة وفتح آفاق جديدة من الأمل والرحابة والانطلاق للمستقبل فكانت إشارة الرئيس للحكومة بأن تصبح هذه المنطقة عالمية فى الاستثمار وعالمية فى موقعها الفريد وعالمية فى كيفية صنع الذهب من التراب وهذه حقيقة واقعية تنطبق على أرض العلمين المرعبة فى الماضى لكل من يمشى عليها فلا يشاهد غير الموت.. أما اليوم فقد أضحت مدينة  ذكية من أغلى وأفضل المنتجعات فى الشرق الأوسط حتى أننى كنت أشاهد من عدة أسابيع على أحد مواقع التواصل مزادا لمحل صغير فى العلمين الجديدة وصل سعر إيجاره الشهرى ما يقرب من 60 ألف جنيه من هنا تحولت مدينة الألغام إلى مدينة الأحلام وتحولت الرمال ومن تحتها الألغام إلى استثمارات ضخمة بالمليارات بعد تطهير 2182 كيلو مترا من الألغام ومخلفات الحرب.

 قرن من الزمان إلا قليلا ظلت منطقة الساحل الشمالى بعيدة عن العمران حتى كانت إرادة دولة 30 يونيو التى كان لها فكر آخر ورؤية استثمارية لخلق مدينة من العدم تسمى العلمين الجديدة.

 الشهر المقبل تمر 3 سنوات على زيارة الرئيس السيسى لهذه البقعة الساحرة والتى لم تنتبه لها مصر على مدار 75 سنة.  ممشى سياحى ومدينة تراثية ومناطق ترفيهية على أعلى مستوى ومقار حكومية  وجامعات جديدة  وأبراج سكنية إلى جانب تلك المناظر الخلابة والمياه الزرقاء التى ليس لها مثيل فى أى مكان فى العالم.. هذا الجهد وهذه العزيمة فى البناء والتعمير يدعونا إلى قول كلمة حق أن مصر تغيرت وستتغير إلى الأفضل بإذن الله رغم ما يحدث الآن من محاولات البعض تشويه سمعة الدولة وتناسى الكثيرون منا الظروف التى مرت على هذا الوطن بعد 2011 وإن كان لى كلمة بحكم المحبة الصادقة لهذا الوطن وهذا الشعب وللقيادة السياسية ومن منطلق الأخطار التى تريد النيل منا سواء فى الداخل أو الخارج أن نعى جيداً أن ما تقوم به الدولة فى المدن الجديدة وعائد الاستثمار فيها يعود بالنفع على القرى المصرية فى المحافظات والاجتماع الأخير الذى عقده الرئيس بخصوص تطوير الـ1000 قرية مصرية خير دليل على أن السيسى لم يكن أبدا فى يوم من الأيام ضد المواطن الغلبان وإنما جاء لكى يوقف الحيتان الذين أكلوا خير هذا البلد واغتنوا غناء فاحشا وجمعوا المليارات من خيرات مصر ولم ينظروا يوما من الأيام إلى المواطن البسيط الذى مدت إليه دولة 30 يونيو يدها بكل تقدير واحترام وانتشلته من العشش والعشوائيات إلى مدن جديدة تحفظ كرامته وكرامة أولاده.

 أخيرًا يكفى أن العمل فى مدينة الأحلام الألغام سابقا يجرى على قدم وساق ليلا ونهارا وأن حجم العمالة فى هذه المدينة وصل  إلى ما يقرب من 100 ألف عامل يوميا بحجم أعمال 100 مليار جنيه. تحيا مصر..