الخميس 5 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أرسطو والترابط بين الفضيلة وعلم النفس

أرسطو والترابط بين الفضيلة وعلم النفس

الوسيلة التى يعبر بها الإنسان عن تفكيره ووجوده وثقافته هى الأدب، وتتعدد مجالاته بالتاريخ والفلسفة وعلم النفس،وعلم الاجتماع وغيرهما…



من أمثلته: الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية الأدبية..

وقد وضح لنا علم النفس بأن الأعمال الأدبية أوالفنية تمكن الأفراد من فهم شخصياتهم وإدراك ذاتهم، وتجعلهم قادرين على التمييز بين الشخصيات المتنوعة والمختلفة، وتنمى بداخلهم دوافع الإيجابية والتفاؤل للوصول إلى حياة أفضل…

ونرى أن كلا من الأدب وعلم النفس يتعامل مع البشر، وردود أفعالهم واحتياجاتهم ورغباتهم، والأسباب التى تؤثر فى التغييرات النفسية المصاحبة لهؤلاء الأفراد …

ونلمح هذا من حديث أرسطوعن الأدب وعلم النفس فى كتابه: 

(تنقية العقل والنفس من المشاعر) ..

ويعد هذا الكتاب من أهم مؤلفاته على الإطلاق،

حيث يمثل للفلسفة والعلوم الأرسطية واسطة عقد لها جميعًا، فهويمثل لعلوم الحياة ما يمثله كتاب الطبيعة، وتميز طبيعة الإنسان عن الطبيعة الحيوانية، وأهمية دور العقل والحواس فى الاستدلال والحدس..…

وأن الأخلاق والفضائل الإنسانية يتحكم بها العقل ويوجهها نحوالمسار الصحيح عن طريق تقويم السلوك الإنساني…

فالعقل هوالمتحكم بالأخلاق العملية والتأملات الفلسفية،أى أن العقل هوالقوة المميزة للإنسان، وتهيئته نفسيا ومدى تأثيره الأخلاقى على الحياة بشتى مجالاتها…

وقد ظل هذا الكتاب من أهم المؤلفات حتى القرن التاسع عشر الذى اعتمد عليه علم النفس الكلاسيكى، بل تضاعفت أهميته فى ضوء علم النفس التجريبى المعاصر.. 

وهذا ما بينه لنا أرسطو فى الربط بين علم الطبيعة وأحوال البدن، أى ربط أحوال النفس بأحوال الجسم…

وقد تعرض هذا الكتاب إلى قضية العلاقة بين أنواع الكائنات الحية، من حيث سماتها ومن أين تكتسب تلك السمات، وطبيعة النفس مع كيفية  التعامل، وتتواجد بالنيات بالتغذية والتكاثر والتوالد، ثم يزيد الحيوان بالإحساس، ثم الإنسان يزيد عنهما بالعقل.…

وهذا أدى إلى إثراء التداخل بين النتاج الأدبى وعلم النفس بالعديد من أعمال الأدباء والكتاب والنقاد والفلاسفة والحركات الأدبية فيما بعد وتوالت الأعمال المتنوعة لديهم…

وقد لوحظ بأن لعلم النفس الأثر الواضح على إبداعات ومهارات الكتاب والأدباء،حيث تنعكس الحالة النفسية على نتاجاتهم الأدبية،

ومنهم:

چون راسكين،فرجينيا وولف، آلان جارنر، أيضا توالت الإبداعات التى تهتم بالمرأة وبالمجتمع.. ونجد أن هناك عاملين هما التأثير والتأثر، يسهمان فى رقى الآداب وتطورها وتنوعها..

وأن السبب الأساسى والرئيسى فى الإبداعات الأدبية هوالتركيز فى العقل الباطن واللاشعور ، وأن لعلم النفس التأثير الملحوظ على المهارة الكتابية.…

لذلك يجب أن يتم الإشراف والمتابعة الدقيقة عن طريق أسلوب الاستقراء واستنباط العوامل النفسية منها…

والتعرف أيضا على نفسية المبدع ودراسة تأثير العمل الأدبى على الآخرين المتلقين له، وهذا يؤدى إلى نجاح النتاج الأدبى المطروح على الساحة الثقافية والإبداعية.