الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المعديات النيلية والكبارى الآمنة

المعديات النيلية والكبارى الآمنة

منذ نعومة أظافرنا وفى سنوات الطفولة كان من أجمل وأحب أوقاتنا أن نقف على جانبى نهر النيل وتحديدا فرع رشيد لكى نستقل القوارب الصغيرة لنعبر النهر من محافظة المنوفية إلى محافظتى الجيزة والبحيرة ومع الوقت والسنين وتطور الحياة وارتباط أشغال الناس بالعديد من الأنشطة الاقتصادية كالزراعة والتجارة ظهرت المعديات الكبيرة لنقل الناس وانتشرت هذه المواصلة وأصبحت بديلا عن الكبارى بطول نهر النيل بفرعيه دمياط ورشيد. 



المعديات النيلية والتى يصل عددها إلى ما يقرب من ٩ آلاف معدية اعتقد أن معظمها مخالف لشروط السلامة وعوامل الأمان والدليل هذه الحوادث المتفرقة التى ضربت العديد من المحافظات فى المنيا والمنوفية والجيزة وحتى محافظة البحيرة تلك الحوادث يروح ضحيتها الكثير من المصريين شبابا كانوا أوشيوخا وأطفالا صغارا فى عمر الزهور.. الأسبوع الماضى شاءت الأقدار أن استقل إحدى المعديات التى تنقلنا من المنوفية إلى الجيزة.. المعدية تحمل أعدادا كبيرة من الناس إلى جانب حوالى ١٠ سيارات ومجموعة كبيرة من المتوسيكلات التى يستقلها الشباب تنظر فى أعين الكثيرين وما لا يجيدون السباحة عندما يركبون هذه المعديات ترى الخوف والرعب واضحا عليهم يضعون أيديهم على قلوبهم حتى يعبروا نهر النيل بسلام خاصة مع الارتفاع النسبى والكبير الذى وصل لعدة أمتار بين جانبى الفرعين دمياط ورشيد وأدى إلى غرق العديد من القرى الواقعة فى أراضى طرح النهر خلال الأيام الماضية. 

هذه الوسيلة التى لا يمكن الاستغناء عنها رغم خطورتها الداهمة دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ضرورة إلغاء المعديات بصورة نهائية وإقامة كبارى بديلة يعبر من خلالها المصريون نهر النيل دون رعب أو خوف وهذا ما أدى إلى تكليف وزارة النقل بسرعة الانتهاء من هذا المشروع الحيوى الذى لا تستغنى عنه العديد من القرى والمراكز الكبيرة الواقعة بالقرب من نهر النيل. 

الفريق كامل الوزير أعلن أن الوزارة ستبدأ مباشرة عملية إحلال الكبارى الخرسانية محل المعديات وخاصة بمناطق الرياح البحيرى فى منطقتى كوم حمادة وكفر داوود، حيث من المقرر إقامة نحو 15 كوبرى بتكلفة ستصل إلى نحو مليار ونصف المليار جنيه.

الموسم الدراسى قد بدأ ومن هنا ندق ناقوس الخطر الذى تسببه المعديات النيلية فى بعض محافظات الوجه البحرى وفى الصعيد حيث يستقل العديد من أطفال بعض القرى تلك المعديات للذهاب إلى مدارسهم والحوادث فى هذا السياق كثيرة لا نريد أن نذكرها لما لها من ذكرى حزينة فى نفوس أهالى ضحايا المعديات النيلية. 

فى هذا التوقيت من كل عام نصحوا على حادثة كبرى بسقوط سيارة أو غرق معدية بركابها ويسقط الضحايا وتتشح القرى بالسواد حزنا على الضحايا من هنا وإلى أن ينفذ المشروع الذى أمر به الرئيس السيسى يجب أن تقوم الوحدات المحلية والشرطة النهرية بالمرور أسبوعيا على كل هذه المعديات لتفقد عوامل السلامة والأمان حفاظا على أرواح المصريين والكشف على التراخيص اللازمة وأدوات الإنقاذ وأطواق النجاة والتى من الصعب أن تراها فى المعدية النهرية ربنا يستر على أبنائنا وأهلنا فى كل مكان وهم يعبرون فى نعوش الموت الواقعة على نهر النيل والتى يطلق عليها المعديات النيلية.. تحيا مصر..