الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا بحترمك ليه؟  «الاحترام الزائف»

أنا بحترمك ليه؟ «الاحترام الزائف»

عندما يكون «الاحترام» له وجهان كالعملة المعدنية.. وجه أمام الناس يحاول أن يجسد معناه، ووجه آخر يُظهر حقيقة وزيف هذا الاحترام المصطنع! .. احترام  لا يدوم سوى لبضع دقائق بحضور الشخص وينتهى بمجرد انصرافه .. احترام للأسف لا يألفه القلب ولا يصونه، لأنه ببساطة صنيع الخوف والرهبه والحاجة. 



«الاحترام الزائف» هو من أكثر الأشكال المصطنعة شيوعًا فى التعاملات الاجتماعية فى هذا الوقت؛ لأنه على الأغلب يكون ليس احترامًا للشخص بقدر ما هو احترام لشعور داخلى قد يكون مرتبطًا بخوف أو رهبة أو احتياج  الذى غالبًا ما يكون مرتبطًا بسطوة أو سلطة شخص ما. 

الإشكالية هنا أننا أصبحنا فى مجتمع يبحث الكثير  فيه عن «احترام الآخرين الزائف» له دون وعى وإدراك لحقيقة هذا.. فهناك فرق شاسع بين شخص يحترم كينونته ليحترمه الآخرون، وشخص آخر يجد فى سلطته ملاذًا آمنًا لإشباع رغبات دفينة ونشوة مميتة «باحترام زائف من الآخرين». 

للأسف بكثرة هذه «النماذج المريضة» التى تبحث عن مثل هذا الاحترام الزائف وضع المجتمع  تعريفًا إجرائيًا جديدًا لقيمة الاحترام الحقيقي فحولها إلى دونية مجرد شعور زائف وقتى وليد اللحظة، يتغذى على قيم غير أخلاقية أدت بمرور الوقت إلى اندثار الكثير من القيم الأخلاقية التى تربينا عليها. 

يجب أن يعلموا.. أن الأشخاص الجديرين بالاحترام حقًا  نحترمهم بصدق داخلى يدوم حتى لو كنا نبغضهم فى الحقيقة أو كانت هناك عداوة معهم، والأشخاص غير الجديرين بذلك قد نبدى لهم احترامًا مزيفًا تملقًا أو خوفًا أو رهبةً أيا كانت الأسباب، وبين أنفسنا لا نتذكرهم إلا بلعنات!.. فالاحترام الممزوج بالخوف والحاجة لا يدوم ولا يثمر، فهو احترام لم يتنفس الصعداء بعد.