الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«كوفيد 20».. الوقاية خير من العلاج

«كوفيد 20».. الوقاية خير من العلاج

المؤكد أن الشهور القليلة القادمة تشهد تغيرًا كبيرًا وتحورًا للفيروس القاتل كوفيد 19 الأشهر عالميًا فى هذا التوقيت والملاحظ الآن أن التعامل مع الفيروس أصبح بصورة عادية بين المصريين حتى أن الإجراءات الاحترازية لم تعد كما كانت فى أشهر الصيف الماضى.. التقارير العالمية الخارجية من جامعات أوروبا تشير إلى أن كورونا سيتحور فى فصل الشتاء وسوف يكون هناك اختلاط بين هذا الفيروس والإنفلونزا العادية الموسمية فى فصل الشتاء ولن يستطيع المريض أو الطبيب المعالج التفرقة بين الفيروسين بسرعة ودقة عالية وهنا يكمن الخطر والخطورة الداهمة داخل مصر وفى العديد من دول العالم خاصة فى أوروبا.



الدولة استعدت للموجة الثانية ووضعت سيناريوهات كثيرة للحد من انتشار المرض بين المصريين خاصة أن أشهر الشتاء القادمة من المحتمل أن ينتشر فيها الفيروس بصورة أكبر وعلى نطاق أوسع.. لا أريد أن أنشر الفزع بين الناس ولكن الوضع بالفعل خطير وكما حذرت فى مقال لى منذ 6 أشهر من هذا الخطر أعود اليوم فأقول: إن الحل الوحيد لمواجهة الفيروس الجديد كوفيد 20 يجب أن يكون عن قناعة من المواطن نفسه قبل تطبيق قرارات الدولة.. المرحلة القادمة صعبة ليست عندنا فقط وإنما فى معظم دول العالم والتقارير اليومية تؤكد ارتفاع نسبة الإصابة على المستوى الدولى بل ارتفاع نسبة الوفيات بصورة مرعبة.

استمعت مؤخرًا إلى حوار أجراه الدكتور أحمد نجيدة، طبيب وباحث بجامعة بورتسموث البريطانية، لإحدى وسائل الإعلام يقول: إن فيروس تاجى جديد يهدد أوروبا اسمه «كوفيد 20»، مشيرًا إلى أن هناك قلقًا متزايدًا فى أوروبا بعد اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا.

هذا الطبيب والباحث أكد أن العلماء قاموا برصد طفرة جديدة بدأت فى شمال إسبانيا فى شهر يونيو، فى الحمض الأمينى رقم 22 داخل البروتين الشوكى لأحد المرضى المصابين بالفيروس وأن العلماء المتخصصين فى دراسة الجينات يقومون بتحليل الفيروس بشكل مستمر، لحدوث تطور دائم فى هذا الفيروس لأن المادة الوراثية له تكون على هيئة شريط واحد مما يؤدى إلى حدوث العديد من الطفرات والتحورات، على عكس العديد من الفيروسات الأُخرى التى تتكون المادة الوراثية لها من شريط مزدوج وأن طفرة الحمض الأمينى التى بدأت فى إسبانيا مع الوقت تطورت وانتشرت حتى وصلت إلى معظم دول أوروبا، إضافةً إلى وجود طفرتين أيضًا، إحداهما فى فرنسا بشكل رئيسى، والثانية طفرة E1 والتى توجد فى معظم الدول الأوروبية.

هذا التحليل يؤكد أن فترة فصل الشتاء ستكون صعبة هذا العام وأن انتشار المرض أصبح مؤكدا بنسبة كبيرة وعلى نطاق أوسع شرقًا وغربًا ولذلك فلا سبيل عندنا غير الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق عقوبات رادعة حتى نخرج بسلام من شراسة فيروس لا يعرف الرحمة.. كوفيد 20 هو الأصعب والأقوى والأشرس من بين الفيروسات التى ضربت العالم خلال هذا القرن.. الاحتياط واجب ولبس الكمامة واجب وأكل الخضروات والفاكهة واجب والعلاج فى البداية هو عين الصواب لا نريد أن تلجأ الدولة إلى الإغلاق الجزئى لبعض الأنشطة الاقتصادية كما حدث من قبل وأدى إلى التأثير على بيوت المصريين من الطبقة المتوسطة والكادحة ولكن الالتزام وتطبيق الإجراءات الاحترازية عن قناعة حتمًا سيقلل من انتشار الفيروس فى فصل الشتاء.. حمى الله مصر وجعل أهلها فى عافية لا تزول.. تحيا مصر.