الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«بياض العين وسوادها»

«بياض العين وسوادها»

الحرب التى يحاول أعداء هذا الوطن فرضها علينا من خلال حروب الجيل الرابع ونشر وبث روح الكراهية بين المصريين خلال الأسابيع الماضية تستدعى أن ندرك خطورة القوى الظلامية التى تحاول بكل الطرق ضرب النسيج الوطنى فى مقتل وإشعال نار الفتنة بين أهل مصر مسلمين وأقباط.. ما أسهل أن يجلس العدو ينفخ فى النار على مواقع السوشيال ميديا لخلق حالة من الفتنة بين الشباب ويخلق من الطائفية والمذهبية أتباعًا يحركهم كيف يشاء.. دور رجال الدين فى هذا التوقيت ودور الآباء والأمهات فى البيوت مهم جدًا وخطير لأنه يغلق أبواب الشر العاتية التى لا تريد تقدمًا لهذا البلد.. عليكم أن تنزعوا فتيل العصبية من عقول الشباب بالحكمة واللين والكلمة الطيبة.. انشروا المحبة بينكم حتى نستطيع التغلب على حروب الكراهية الوافدة على هذا الجيل الجالس ليلًا ونهارًا يتصفح الفيسبوك والمواقع الأخرى. 



أريد أن أسرد لكم أروع قصة عن المحبة والأخوة بين أبناء الوطن.. حكاية الشيخ  عبدالله دويدار والتى  مر عليها أكثر من 30 عامًا عندما ترك قريته فى المنوفية وذهب إلى القاهرة ليلتحق بكلية التجارة جامعة الأزهر الشريف.. فيقول بعدما حصلت على الثانوية الأزهرية كنت على موعد مع دخول جامعة الأزهر وكانت فى مكانها القديم بجوار الجامع الأزهر بالدراسة، وبطبيعة الحال كأى طالب قادم من الريف يبحث عن سكن يقيم فيه.. فقابلت زميلًا قديمًا من القرية كان هو وأسرته يسكنون فى حجرة بشبرا وبعد الترحيب والسلامات سألنى عن سكنى بعدما عرف أننى بالجامعة فقلت له أبحث عن سكن وبكرم أهل الريف استضافنى عندهم وكانت الغرفة صغيرة فاستحيت أن أقيم معهم لأن المكان ضيق ولا يسعنا جميعًا رغم أنهم أقسموا على ألا أتركهم وكنت أسافر يوميًا من القاهرة إلى البلدة.. ثم بدأت الحكاية الأجمل التى يجب أن يعرفها المغرر بهم من الشباب وأصحاب التفرقة والفتن، أن الأصل فى الحكاية الأصول والكرم والمحبة بغض النظر عن دينك فالدين لله وهو من يحاسب عليه.. كان لزميلى القاهرى أحمد صاحب مسيحى اسمه «صبحى شملول سعد» يسكن بالقرب منهم ونظرًا لضيق حجرة أحمد كان يذهب ليذاكر مع صبحى فى شقتهم فأخذنى معه ليعرفنى على صبحى وقابلتنى «أم صبحى» بابتسامة وترحاب شديدين وهى لم تعرفنى ولم تسأل أحمد: عنى فلما جلسنا وجاءت بالطعام.. قال لها أحمد إننى قريب له من البلد وفى الجامعة وأبحث عن سكن فردت «أم صبحى» السكن موجود ففرحت وقلت لها أريد أن أتفرج عليه فقالت لا تتعجل سوف تنام عندنا الليلة وفى الصباح سوف تراه وللحظة شعرت بالخوف لأنهم أسرة مسيحية ثم تراجعت عن خوفى بعدما كنت أسمع من أبى رحمة الله عليه وكان شيخًا وعالمًا فى الأزهر محبة الأخوة الأقباط له فى القرية والقرى المجاورة وحلفتنى بالله أن أنام عندهم هذه الليلة وفى أثناء الحوار دخل علينا أبوصبحى عمى «شملول» ورحب بى ونمت وفى الصباح سألتها قبل أن أتوجه إلى الكلية أين السكن؟ قالت سكنك هو الذى نمت فيه بالأمس فصدمت من شدة الجواب وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة أقسمت على بالله ثم أقسمت بالإنجيل ألا أتكلم فى هذا الأمر وأحضرت شنطتى وكتبى بعد ذلك.. وقالت لى «أم صبحى» من اليوم أنت أخو «صبحى وحلمى وعماد ومنال ومريم» وشعرت بالأمان وأصبح بيت «أم صبحى» بيتى.. كنت دائمًا أناديها بخالتى قضيت فى هذا البيت أجمل سنوات عمرى، عندما أتعب أجدها بجانبى كانت تعاملنى كأحد أبنائها وكانت تأمرنى بالصلاة فى المسجد إذا ما كنت أتكاسل فى بعض الأحيان.. تخرجت وسافرت إلى عدة دول وتزوجت وكبر أبنائى وأصبحت جدًا ومازلت على المحبة لوالدتى الثانية خالتى «أم صبحى»..لا تسمحوا لأحد أن يدخل بين بياض العين وسوادها فى مصر.. الدين لله والوطن للجميع..  تحيا مصر