«يوجا فور كيدز» مع إسراء

فى إحدى الحدائق العامة، شكل مجموعة من الأطفال دائرة ، وقفت فى منتصفها «إسراء الصغير»، طالبة منهم بأن يتخيلوا أنفسهم فى غابة بصحبتها، متسائلة: ما أول شيء سنقابله، فقال طفل» شجرة»...فأجابته «طيب الشجرة بتقف إزاي»، حاول الطفل تقليد الشجرة، فعادت لتسأل: «وحنقابل ايه تاني»، فأجاب طفل آخر: أسد، وحاول الأطفال تقليد وقفته بمساعدتها.

تنتهج «إسراء» أسلوب التخيل لتعليم الأطفال اليوجا، من خلال تقليد وضعيات الحيوانات، واليوجا هى نوع من أنواع الرياضات تساعد على منح الإنسان شعورا بالصفاء الذهني، وتتضمن تمارين للجسد وللاسترخاء والتأمل.

«إسراء» طالبة فى معهد الخدمة الاجتماعية، عشقت الرياضة منذ طفولتها، فقد كانت لاعبة كاراتيه، إلا أنه بسبب إصابة قدمها توقفت عن ممارسة رياضتها المفضلة، وبعد ذلك اتجهت لرياضة ركوب الدراجات الهوائية، قائلة: « فى البداية كنت أتمشى بها، ثم سافرت بها مرتين للفيوم، ولعبت هاف ماراثون 21 كيلو، و25 كيلو فى محمية وادى دجلة، وبعد ذلك تعرفت على رياضة اليوجا فى الچيم الذى كنت أذهب إليه، فجذبتنى وشعرت أنها الطريق الأمثل للمرونة التى يحتاجها الجسم وتعرفت على وضعياتها وتمارينها، واشتركت فى كورس المدرب الشخصى لكى أتمكن من التدريب، وكان أول سيشن تدريب لى مع الأطفال مجانا «.

وتضيف: «اليوجا تؤثر على تفكير ونفسية من يمارسها، وتعيد تشكيل اللايف ستايل الخاص به، كما تقلل من التوتر والقلق والأرق، وتؤثر بشكل كبير على الأطفال، حيث تنمى لديهم الذكاء والمهارات الجسدية والعقلية، وتزيد من ثقتهم فى أنفسهم».

وتوضح: «يوجا فور كيدز، مناسبة لهم بداية من سن 6 سنوات، والسيشن يتضمن ورشة تلوين، مما يساعد على سرعة اندماج الأطفال، ثم نمارس بعض التمرينات، ففى البداية أطلب منهم تخيل وجودنا فى غابة، وأستعرض لهم بعض صور الحيوانات، حتى يسهل تقليد وضعية وقوفهم، مضيفة: «وبالطبع فى ظل انتشار فيروس كورونا، أحرص على الحفاظ على التباعد الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات الوقائية».

وتشير إلى أنها دربت أيضا أطفالا من ذوى الاحتياجات الخاصة، قائلة: «وفى حالة تواجد طفل من ذوى الهمم مع أطفال آخرين، أهيئهم لاستقباله وضرورة تشجيعه «.

تدرب «إسراء» أيضا الكبار فى جلسات مفتوحة بالحدائق، أو عن طريق الأونلاين، ويساعدها خطيبها «أحمد طلعت» (وهو رياضي، تعرفت عليه خلال ممارستها لرياضة الدراجات الهوائية)، فى تنظيم الحضور والحفاظ على مسافات متباعدة بينهم، وتحرص على التحضير لتلك الجلسات قبل عقدها، واختيار الوضعيات والتمارين التى تناسب الجميع، وتتواصل مع المشاركين معها من خلال جروب على موقع الواتس آب، للاتفاق على المواعيد والأماكن المناسبة للتدريب.. وتقول إن النساء مقبلات أكثر على ممارسة اليوجا، إلا أن الرجال متميزون فى تلك الرياضة، وأن اليوجا تتطلب الاستمرارية والمواظبة حتى تصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة من يمارسها.