الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كل شئ بـالخناق إلا الزواج بـالاتفاق

«زواج التجربة».. القصد «خير» والنتيجة «تحريم»

حالة من الجدل سادت المجتمع المصرى خلال الآونة الأخيرة بسبب ظهور ما يسمى بـ»زواج التجربة»، تلك المبادرة التى أعلنها المحامى أحمد مهران، إذ لاقت تشجيعاً من الكثير من الشباب لما تضمنته من شروط تحدد بنوداً رئيسية فى حياة الزوجين وتضمن حقوق كل منهما، إلا أنها أثارت حفيظة كثيرين وعلى رأسهم الأزهر الشريف، الذى أصدر فتوى تُبطل العقود التى تشترط أى مدة تحدد عقد الزواج، أو تشترط عدم وقوع انفصال بين الزوجين لمدة معينة.



 

د.أسماء مراد: «التجربة» كلمة مشينة  ولن تقلل نسب الطلاق

 

إذا كان المحامى أحمد مهران قد أكد من قبل أن العقد الذى أعلن عنه فى مبادرة «زواج التجربة» هو عقد صلح، وليس عقد زواج إطلاقًا، وهو دعوة للتمهل قبل وقوع الطلاق، فالبعض يعتبره وسيلة خاطئة لتقليل حالات الطلاق التى يشهدها المجتمع المصرى بكثرة رهيبة خلال السنوات القليلة الماضية، ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبىة العامة والإحصاء فإن حالات الطلاق فى مصر وصلت 225 ألف حالة فى 2019 مقابل 201 ألف حالة فى 2018، حيث يحدث فى مصر حالة طلاق واحدة كل دقيقتين و20 ثانية، وفى الساعة 27 حالة، أما اليوم 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق فى الشهر. من جهتها ترى دكتورة أسماء مراد، إخصائية علم اجتماع المرأة، أن كلمة «تجربة» كلمة مشينة للزواج وليست فى محلها، وهناك العديد من الطرق التى يمكن أن نقلل بها نسب الطلاق دون الوقوع فى المحظور، منها ألا يتم الزواج بسرعة حتى لا يحدث طلاق بسرعة، وأن يكون هناك سؤال عن أهل العريس مثلما كان يحدث قديمًا، وتحديد هل هناك تكافؤ بين الطرفين فكرى واجتماعى وعلمى وثقافى أم لا لأن عدم التكافؤ لا يؤدى إلى حياة زوجية ناجحة.

وأوضحت أنه صدق المثل القائل «كل شىء بالخناق إلا الزواج بالاتفاق» فيجب أن يكون هناك اتفاق على كل شيء وشروطه يتم الالتزام بها على أن يكون اتفاقًا واقعيًا، وأن تكون فترة الخطوبة بمثابة دراسة حقيقية من كلا الطرفين لبعضهما وليست مجرد دباديب وورد وهدايا ومسلسلات وأفلام رومانسية فقط، ولا تكون الحياة بالنسبة للفتاة أنها مجرد مشروع عروسة فقط ونهاية حياتها تكون أول يوم فرح وشهر عسل فقط وبالنسبة للرجل يجب أن يتحمل المسئولية، إضافة إلى ضرورة وجود دورات تأهيل للشباب والشابات قبل الزواج. 

وأضافت: إنه للأسف معظم الزيجات التى تتم الآن عبارة عن «سلق بيض» فالفتاة تريد أن تتزوج لمجرد الزواج فقط والشاب يتزوج حتى يكون هناك من ينتظره فى البيت ويعيش حياته خارج إطار الزواج، ويحدث الطلاق بسبب الأمور المادية وعدم الاتفاق والخيانة أو أن الشاب يتزوج فتاة «خام» فى حين أنه يكون على دراية بكل شيء وجرب ولف فتحدث صدمة بينهما لعدم وجود توافق فكرى أو علمى أو جنسى أو علمى بينهما.

 

سحر الأكحل: روشتة الاختيار السليم لشريك الحياة

 

من أقوى العلاقات التى يجب على الإنسان تطويرها هى علاقته بنفسه وعدم الاهتمام الجيد بهذه العلاقة هو سبب وقوع الإنسان فى العديد من المشكلات لأنه ببساطة لا يكون لديه القدرة على تحديد احتياجاته ومتطلباته التى تتفق مع شخصيته وميوله فيقع فى العديد من الاختيارات الخاطئة وأيضا العلاقات الخاطئة التى تؤدى إلى طريق مسدود ومن أخطر تلك الاختيارات والعلاقات هى اختيار شريك الحياة.

تؤكد سحر الأكحل، استشارى أسرى وتربوي، أنه يجب على كل إنسان يشرع فى الزواج أن يبحث عن شريك حياة يتكامل معه ليكونا سوياً وبالتالى يأتى الأبناء فى جو أسرى سوي، لافتة إلى أن العلاقة العاطفية الناجحة تتكون من 3 أضلاع  وفقاً للأبحاث العلمية ، وهى التوافق النفسى أى حدوث انسجام وصداقة بين الطرفين، التوافق الاجتماعى حيث يوجد ارتباط يقره المجتمع ويتقبله، وأخيرا التوافق الجسدى. 

وأوضحت سحر الأكحل أنه عند اختيار شريك الحياة يجب أن تنتبه وتحذر وتبتعد عن الشخص التى تكون من صفاته الإجبار والسيطرة، الإهانة والتحقير، عدم تحمل المسؤولية، البخل، عدم المناقشة عند الاختلاف، المتشائم، من لا يحب التطوير ولا يحب التعلم، من ليس له رأى وشخصية مستقلة، سيء الظن، الشخص الحزين باستمرار والمتوتر وغير الراضى.

وتقدم الاستشارى الأسرى والتربوى فيما يلى نصائح لعلاقة زوجية ناجحة: 

■ الحب: هو الداعم الأساسى حيث إن الشعور بالود تجاها لطرف الأخر يساعد على استمرار العلاقة الزوجية. 

■ الاحترام: فقد الاحترام بين الطرفين يعجل بنهاية العلاقة، فعلى كل إنسان أن يحترم حقوق الطرف الآخر والقيام بواجباته وكذلك يحترم الاختلاف مع الآخر.

■ التواصل: من أهم النقاط التى يجب مراعاتها، حيث أن التواصل بين الزوجين يذيب الخلافات ويساعد على الوصول لقرارات صائبة، ونشاهد فى كثير من البيوت حاليا ما يسمى الطلاق الصامت، كل يعيش مع الأخر ولكن فى عزلة تامة عنه.

■ الاعتذار: يعد من الأساسيات لنجاح أى علاقة، وكما يطلب الاعتذار من المخطئ يوصى الطرف الأخر بقبول الاعتذار.

■ الصدق: يقوى العلاقة ويدعمها ويؤدى إلى نجاحها ويساعد على بناء الثقة بين الطرفين، فالكثير من العلاقات تنهار بسبب عدم وجود الصدق والثقة بين الطرفين.

■ مواجهة تحديات الحياة: البحث عن حلول للمشاكل التى تقابل الزوجين وعدم الهروب بالانفصال، وهنا يظهر بوضوح أهمية اللجوء إلى متخصص فى حال صعوبة حل تلك المشكلات بين الطرفين. 

■ الخصوصية: كلما احتفظ الزوجين بأسرار حياتهما الزوجية كلما استطاعوا حل المشكلات بشكل أسرع.