الأحد 24 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأمية وتحديات النهضة المصرية

الأمية وتحديات النهضة المصرية

تعتبر الأمية من أخطر التحديات التى تواجه الأمم المتطلعة للنهوض والتطور وهو ماتطمح إليه مصر فى الفترة القادمة من عصر النهضة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية. 



وقبل أن نتحدث عن الأمية فى مصر لابد أن أشير هنا إلى أن 16% من سكان العالم يعانون من الأمية التى تتركز فى إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وحول صحراء الربع الخالى ومناطق القبائل. 

والأمية فى أبسط تعريف لها هى عدم الرغبة فى التعليم والاتجاه للعمل مبكرا ورفض تعلم القراءة والكتابة.  

ومشكلة الأمية فى مصر تتميز بسمات خاصة، من أهمها أن الشطر الأعظم من كتلة الأمية يتمثل فى الفئة العمرية 15 إلى 45 عامًا. وارتفاع نسبتها بين النساء. وتميل الأمية للارتفاع فى الريف عن الحضر. وتتركز فى محافظات البحيرة، الشرقية، المنيــا، الدقهلية، سوهاج، وأسيوط.

وتعتبر الأمية فى مصر من المشاكل التى تعوق برامج الدولة للتنمية والإصلاح ومع ذلك تؤكد معظم الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية أن نسبة الأمية فى مصر قد انخفضت خلال الثلاثين عاماً الأخيرة بدرجة كبيرة، حيث أوضحت نتــائج التعــدادات الأخيرة حدوث  انخفاض كبير فى نسب الأمية.

ولكن لماذا يجب أن نهتم بمحو الأمية؟ 

يمكن القول :إن هناك أسبابا متعددة تدعو مصر إلى الاهتمام بمشكلة محو الأمية ومحاولة التخلص منها ، أهمها لكى يتم تحقيق المشاركة الفعالة لكل مواطن فى اتخاذ القرارات على جميع مستويات الحياة الاجتماعية فى الاقتصاد والسياسة والثقافة .وتنمية المجتمع من الداخل وألا نعتمد على المعونة الخارجية .، وعدم جعل التعليم ميزة لطبقة دون غيرها من الطبقات بل هو وسيلة لجعل طبقات المجتمع كلها فعالة ومنتجة.

ولكن هناك الكثير من المعوقات التى تقف أمام برامج محو الأمية، وهذه المعوقات مرتبطة بالبيئة الاقتصادية والاجتماعية للأمة والتنظيم والتخطيط لهذه البرامج أهمها عدم الوعى السكانى بخطورة الأمية ..ضعف الوسائل التعليمية. عدم التدريب الكافى للمعلمين أو الموجهين. عدم ملاءمة طبيعة المناهج مع الفئات المختلفة للدارسين واختلاف بيئاته ,عدم التعاون بين مؤسسات المجتمع لحل هذه المشكلة، وضعف إقبال الدارسين وإحجام الأميين عن الالتحاق بفصول محو الأمية لمحو الأمية إلا أن غالبية تلك الخطط لم تحقق ما كانت تصبو إليه من أهداف، ولكن يبقى أن أهم طرق مكافحة الأمية الالتزام بالتعليم الإلزامى وتخفيض تكلفة التعليم فى المراحل الأولية وتقديم الدعم للمدارس وزيادة التوعية فى المجتمعات البعيدة والمحرومة والاهتمام بالأسر التى تعمل على تسرب أطفالها إلى سوق العمل مبكرا واستخدامهم فى المهن اليدوية والأعمال التافهة.

والحقيقة أن هناك من يعانون من أمية مختلفة تماما رغم أنهم متعامون ولديهم شهادات علمية، وهو ما يمكن أن نسميه بالأمة الثقافية والأمية الحضارية والأمية الأخلاقية وهى أخطر أنواع الأمية. 

لقد أصبح من الطبيعى أن نرى أشخاصا لهم حيثية ومراكز مرموقة لكنهم يفتقدون إلى الأخلاق التى تتناسب مع مراكزهم ومواقعهم هؤلاء أيضا يتمتعون بأمية الأخلاق، وأولئك الذين يفتقدون إلى الثقافة الوطنية يعانون من أمية الانتماء حيث لديهم استعداد للانضمام لأعداء الوطن مقابل مال أو مجد شخصى أو شهرة على حساب  الوطن.  

الأمية هى أخطر آفة تواجه الأمم المتطلعة للازدهار والرقى، أمية التعليم وأمية الثقافة وأمية الحضارة وأمية الولاء والانتماء للوطن.