الأحد 17 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دعوة ذهبية للحفاظ على تاريخنا

دعوة ذهبية للحفاظ على تاريخنا

الدعوة التى أطلقها السيد الرئيس للحفاظ على الآثار والوجه الحضارى والتاريخى لمصر جاءت فى موعدها لكى تتحول المواقع الأثرية بالقاهرة وغيرها من محافظات مصر التى تتضمن الآثار التاريخية والكنوز التى تشكل الحضارة الإنسانية على مر التاريخ إلى متحف مفتوح يأخذ كما قال سيادته الطابع الجمالى المنظم ومن أهم ما جاء فى دعوة الرئيس ضرورة ترميم المواقع الأثرية التى ربما أصابتها عوامل التعرية وأثر فيها الزمان والعمل على إبراز الشكلين الحضارى والتاريخى لمصر والقاهرة ذات التاريخ العريق والمتنوع. 



والتراث الإنسانى  من الأهمية بمكان؛ إذ يتكوّن من كلّ ما توارثته الشعوب الإنسانية عن أسلافها جيلاً بعد جيل وحضارة بعد حضارة. 

وهوما يمنحها هويتها المميزة، كما أنّها مصدر الشعور بالانتماء والأمان بالنسبة للمجتمعات الحديثة، كما أنّ التراث الحضارى  قد يكون الدليل الذى يمكن للإنسان من خلاله تفسير الحاضر وحلّ مشكلاته والتنبؤ بالمستقبل وهو الأمر الذى يعد أساس قيام الحضارات على تنوّعها؛ ومن هنا فإنّ الحفاظ على الآثار والتراث  يُعتبر من أولى الأولويات على الإطلاق، ولا بد من العمل على صيانته وترميمه لحفظه وتوريثه للأجيال اللاحقة كما أنّ مسئولية الحفاظ على التراث تقع أيضاً على عاتق الدولة كما تقع على عاتق الأفراد أنفسهم؛ فسعى الدولة إلى التطوّر لا يجب أن يمنعها من الحفاظ على تراثها، وأصالتها، وعاداتها، وتقاليدها، وهناك العديد من التجارب الناجحة التى تؤكّد إمكانية القيام بذلك والجمع ما بين الأصالة والمعاصرة مما يعنى ضرورة اهتمام الدولة واتخاذها لبعض التدابير التى تضمن الحفاظ على التراث وتطويره، حيث أصبح ذلك حاجة ملحّة فى عصرنا الحالى لتحديد الحضارات التى انحدرت منها الأمم ومدى عراقة كل أمة، ويمكن أن تتمثل هذه الوسائل  بتطوير البحوث والدراسات العلمية والتقنية التى تجعل من الدولة قادرة على مواجهة الأخطار التى قد تهدد تراثها، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير القانونية والمالية والإدراية بغية تحديد هذا التراث وصيانته ومتابعته مع تشجيع البحث العلمى فى هذا المجال، وعلى الوزارات المعنية والهيئات القائمة على إدارة الآثار والتراث الحضارى أيضاً تخصيص المؤسسات إلى جانب ذلك فإنّ مسئولية الحفاظ على التراث تقع أيضاً على عاتق الأهل فى البيت، فتنصل الأهل من هذه المسئولية مع ميل البعض منهم إلى حشوأدمغة الأطفال بمبادئ الثقافات الدخيلة واللاإنسانية فى بعض الأحيان قد يعمل على استبدال التراث بما يتضمّنه من مكوّنات جميلة وسامية بالأفكار الهدّامة ممّا سيؤدّى فى نهاية المطاف إلى ضياع الهويات الخاصّة بحضارة الأمة المصرية على مر التاريخ ، وحفظ التراث يستلزم من الأفراد النظر إليه باعتباره مكوناً مهماً وأساسياً من مكونات شخصياتهم، وأنّه نبراس المستقبل فى حين تتأثر هذه الرؤية بمستوى تعليم الفرد وإيمانه بضرورة حفظ هذا التراث وإيلائه الجهود اللازمة لتقديره وحفظه.