الثلاثاء 30 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيب عليك.. اختشى يا دكتور

عيب عليك.. اختشى يا دكتور

فى محاولة بائسة ولكنها خبيثة لإعادة إنتاج مشبوهة للدكتور البرادعى لها أهداف محددة ووظيفة معينة فى هذا التوقيت، وقد قلت إنها ليست صدفة بعد بداية إدارة الرئيس بايدن عملها من البيت الأبيض.



وعلى طريقة المجاذيب والدراويش، وفى مقال له فى المصرى اليوم، أجرى د.محمد أبوالغار تشبيها فجا للأخ د.محمد البرادعى بالزعيم سعد زغلول فى مقارنة حاولت إثبات التماثل فى التجربة الوطنية وكان عنوانه «بين زغلول 1919 والبرادعى 2011» ولكنه فى الحقيقة ومع آخر كلمة فى المقال كان قد أطلق رصاصة رحمة على الدكتور البرادعى.

ومما كتب د.أبوالغار:  سعد زغلول بدأ مناضلاً واشترك فى الثورة العرابية، وسجن فترة قصيرة وخرج من السجن ليعمل كمحام وتولى وزارة المعارف (التعليم) وأظهر نشاطاً كبيراً وتحديثاً للتعليم.

محمد البرادعى تخرج أيضاً فى كلية الحقوق والتحق بالسلك الدبلوماسى، وانتدب بالمنظمات الدولية وأصبح نجماً فى العالم ونجماً كبيراً فى وطنه مصر الذى غادره منذ أن أنهى دراسته الجامعية وأصبح ارتباطه به محدوداً للغاية.

سعد زغلول ابن عائلة ريفية غنية نسبياً ولكنها ليست إقطاعية وأبوه كان عمدة ولم يكن بك ولا باشا. تربى فى القرية ثم فى الأزهر وأخيراً فى الحقوق الفرنسية، فحياة القرية وأحوالها المعيشية راسخة فى ذهنه وتربيته الأزهرية جعلته قريباً من البسطاء.

البرادعى تربى فى المدينة فى أسرة غنية، أبوه كان صاحب جاه ونفوذ وانتخب نقيباً للمحامين، ولذا كان اختلاطه بزملاء من نفس المستوى الاجتماعى ثم ترك مصر إلى الخارج حيث أقام طوال حياته بعيداً عن الوطن باستثناءات قليلة.

سعد زغلول قدم مطالبه إلى المحتل وقاومه على الأرض وخطب فى الناس وقام بتجميعهم وتحقق لمصر دستور وبرلمان، وأصبح زغلول رئيس الوزراء ضد رغبة الإنجليز أكبر قوة فى العالم وضد رغبة الملك فؤاد.

محمد البرادعى أصدر بياناً قوياً نشره فى فيينا مطالباً بالديمقراطية والحرية للمصريين، وأعلن عن حضوره للقاهرة بعد غياب سنوات طويلة، خرج البرادعى من باب كبار الزوار وركب سيارته وانطلق إلى بيته وفاته أن يلقى بالتحية على المئات الذين ذهبوا لاستقباله فى المطار

قابل البرادعى فى بيته مجموعة من نحو 25 ناشطاً من مختلف الاتجاهات السياسية وتكونت الجمعية الوطنية للتغيير بصعوبة بعد أن ضغط عليه الحاضرون، فهو لم يكن يريد التورط فى مسؤولية جمعية يقودها.

كان الفارق الكبير بين سعد زغلول المحب للجماهير والتى احترمها وقادها بمهارة بالغة وبين عدم قدرة البرادعى وربما خوفه وفى الأغلب عدم رغبته فى الاختلاط بالعوام والبسطاء

سعد زغلول بذل مجهوداً كبيراً فى تكوين حزب الوفد، ورتق الخلافات بين أعضائه وخاض المعارك الضخمة معهم، ومحمد البرادعى بصعوبة بالغة وافق على تكوين حزب الدستور، ولم يهتم بقيادته ورفض عرضاً بتوحيد كل الأحزاب السياسية التى خرجت من رحم الثورة تحت رئاسته.

 وعندما ظهرت المشاكل بين الإخوان وبقية الأحزاب تكونت جبهة الإنقاذ ولم يستطع قيادة المجموعة فكان يفضل التحدث فى غرفة مغلقة مع عدد قليل من الناس ينتقيهم بنفسه ولا يتعامل مع الواقع السياسى. 

فى النهاية بعد 30 يونيو حين أصبح نائباً لرئيس الجمهورية استقال وسافر إلى فيينا حيث الهدوء وراحة البال التى يبغاها بينما سعد زغلول بعد مقتل السيردار الإنجليزى اضطر إلى الاستقالة ولكنه استمر فى النضال ضد الإنجليز وضد المعارضين للوفد.

وانهى د.أبوالغار مقاله بجملة: «كلاهما وطنى يحب مصر ويريد أن يعمل لصالحها ولكن لكل شيخ طريقة تناسبه».

يا راجل عيب عليك.. اختشى.