السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطاقة الإيجابية والروحية للمصريين

الطاقة الإيجابية والروحية للمصريين

تعرض الناس فى مصر والعالم لموجة عاتية من الطاقة السلبية على مدار ما يقرب من عامين تقريبًا بسبب فيروس كورونا.. افتقدنا الكثير من النعم التى لم نكن نشعر بها مطلقًا.. كانت تلك النعم بسيطة وعادية بالنسبة لكثير من الناس، على سبيل المثال لا الحصر صلاة الجمعة فى المساجد الأثرية ومساجد آل البيت رضى الله عنهم اتضح بما لا يدع مجالًا للشك أن الصلاة فى تلك البقاع الطاهرة الطيبة كانت بمثابة طاقة روحية وطاقة إيجابية تساعدنا على تحمل منغصات الحياة فى البيت والشارع وفى العمل وفى معظم الظروف اليومية المعتادة لكل إنسان. 



لم تمر علينا أوقات صعبة مثل أيام كورونا فقدنا الكثير من الأحباب والأصدقاء وأصبح لا يخلو بيت من حزن لفراق الأعزاء ومن لم يصب بالكورونا أصيب بلا شك بحالة من الخوف والرعب ومن الممكن باكتئاب بدرجات متفاوتة مهما كان الشخص قويًا فى الظاهر أمام الناس لكن الحقيقة فى الباطن أنه يترنح نفسيًا وجسديًا عندما يخلو بنفسه وينظر إلى الحقيقة التى لاشك فيها أنه إنسان ضعيف لا حول له ولا قوة مهما جلس فى أعلى المناصب ومهما جمع من القوة والنفوذ والفلوس لأن هذه طبيعة الدنيا دار الكبد والمشقة والزوال. 

فيروس كورونا من المحتمل أنه مستمر لسنوات مقبلة ومن المحتمل أيضًا القضاء عليه فى بضع سنوات قادمة الأمر كله بيد الله عز وجل أن يرفع هذا الوباء من الأرض بقوته وليس باللقاحات التى نحصن بها أنفسنا فقط خلال هذه الأيام .. نرجع إلى الطاقات الإيجابية والسلبية ودورها فى مكافحة هذا الفيروس اتضح وعن تجارب حياتية كثيرة أن أصحاب الطاقات الإيجابية هم أقل الناس عرضة للإصابة بالفيروس  وبعض الأمراض المزمنة والتى يعانى منها الكثير من المصريين هؤلاء الناس أحوالهم متعددة منهم الغنى والفقير وصاحب المنصب والجاه ومنهم من يعملون فى المهن المتواضعة والتى يرفضها الكثير من البشر وعلى سبيل المثال أجريت متابعة دقيقة لمدة عام كامل على رجلين أعرفهما جيدًا الأول يعمل فى أحد أحياء القاهرة «عامل نظافة» يكنس الشوارع ويجمع القمامة  والآخر  صديق له ويعمل فى تسليك» بالوعات الصرف الصحى» فى إحدى القرى.. العجيب أن الصديقين لم يتعرض أحد منهما للإصابة بالفيروس رغم ظروف عملهما التى تضعهما فى مقدمة الإصابة بالأمراض والأوبئة وبفضل الله يتمتع الصديقان بصحة وافرة وحياتهما بسيطة يذهبان يوميًا إلى أشغالهما  وراضيان كل الرضا عن نفسيهما لا يفكران فى شىء سوى العمل والاهتمام بأولادهما .. هذه النوعية من الناس  أنعم الله عليهم بالسكينة والرضا ينامون ويستيقظون دون حقد أو غل أو كراهية لأحد  ولذلك ينجو معظمهم من الأمراض الفتاكة والمزمنة التى تصيب الكثيرين من طبقة الأغنياء وأصحاب النفوذ. 

إذًا البساطة والتواضع والرضا بالقضاء والقدر سواء كنت فقيرًا أوغنيًا بلا شك أحد أهم الأسلحة الداخلية التى تحمى جسدك من الأمراض والأوبئة فى هذا العصر.. وقال أحد العارفين قديمًا: مهما حصدت من متاع الدنيا فكله إلى زوال إن عاجلًا أوآجلًا تموت الملوك وتبلى أجسادها ويترك الأغنياء أموالهم بعد أن ضيعوا أعمارهم فى جمعها.

التجارب والخبرات والمواقف التى يمر بها الإنسان فى حياته يجب أن ينقلها إلى غيره بكل الصدق والإخلاص فالكلمة أمانة وكتابة الواقع بمصداقية وشفافية يلقى قبولًا واستحسانًا من الجميع . 

وفى النهاية الرضا يجلب العافية ونعم الله كثيرة لا نشعر بها حتى تذهب عنا ونحن مقبلون على أيام كريمة تدعونا إلى شحن أرواحنا بالطاعات حتى تأتى الطاقات الروحية وتبتعد عنا الطاقات السلبية.

تحيا مصر..