السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قادرون على صنع التاريخ

قادرون على صنع التاريخ

تبسط القاهرة أجنحتها على الشرق  منذ سنوات طويلة.. وتسير دولة ٣٠ يونيو على الطريق المستقيم وبهدوء شديد تكتب تاريخًا جديدًا فى سجل الشرف بين الدول.. سياسة القاهرة فى هذه الفترة تنطلق من الشرق إلى الغرب ولما لا وقد فعلها أجدادنا الأوائل عندما سادوا الشرق والغرب وأقاموا أولى الإمبراطوريات التى عرفتها الإنسانية منذ فجر التاريخ. 



هنا فى القاهرة لا نؤسس جمهورية جديدة وإنما نؤسس ميثاقًا من السياسة النظيفة التى تبنى عليها العلاقات المحترمة بين الدول. 

لا نخفى سرًا عندما نقول: إن البساطة والتأنى والتريث التى تنتهجها دولة ٣٠ يونيو فى السنوات السبع الماضية تدل على قمة النضج السياسى وكما يقول الراحل العظيم جمال حمدان عندما يتحدث عن الشخصية المصرية: الكلمة المفتاح فى شخصية مصر الطبيعية هى البساطة، بساطة تتجلى فى بنيتها وسمات وجهها التضاريسى ممتدة إلى مناخها وقاعدتها الجيولوجية الراسخة القديمة «أقدم عصور البناء الجيولوجى» لم تتعقد عملية بنائها إنما خضعت لإيقاع منتظم يتراوح بين الإضافة والإزالة فى علاقة متناغمة بين البحر واليابس ويأتى أخيرًا النهر ليضيف إلى صحراواتها تأثيره «المورفولوجى» الخاص على طول مجراه متمثلًا فى الوادى والدلتا.. والمصريون فى هذا العصر وهم يؤسسون دولتهم من جديد بعد انهيارها فى ٢٥ يناير ٢٠١١ يطبقون نظرية الفيلسوف العظيم جمال حمدان فيصنعون الوطن فى البحر عندما يدافعون عن مقدرات وثروات هذا الشعب والأجيال القادمة باستخراج الغاز من شرق المتوسط وحماية هذه الثروة.. ويعمرون أرض الصحراء التى كانت منذ سنوات طويلة لا قيمة لها وأصبحت فى هذا التوقيت عواصم ومدنًا عالمية تساوى المليارات وهذا إعجاز واكتشاف جديد للشخصية والأرض المصرية.. أما النهر لن نبالغ عندما نقول: إنه الحياة.. الماضى والحاضر والمستقبل الذى لا يمكن أن نستغنى عن قطرة واحدة منه وعن يقين بالله الذى رفع السماوات بغير عمد وأرسى الأرض على ماء جمد إننا لمنتصرون فى معركة التفاوض والنفس الطويل ولن نتنازل عن قطرة واحدة من ماء النيل. 

المؤكد من قراءتى للمواقف الصعبة التى مرت على هذه الدولة منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا أن العسر يأتى بعده اليسر وأن دفاعها عن حدودها وشعبها وأرضها ونهرها وبحرها كانت وما زالت وستظل منتصرة إلى يوم الدين لأنها فى الأصل لم تكن معتدية وإنما كانت مدافعة عن حقوق وطنها.. هذه الدولة  قدرها أنها متفردة فى هذا الكون وأنها مطمع فى كل العصور وحروبها تخوضها وحيدة وهذا قدرها.. نحن المصريون صنعنا التاريخ فى الماضى وقادرون على صنعه فى الحاضر والمستقبل وهذا ما يؤرق الغرب والشرق ويحرق قلوب الحاقدين علينا ولأنهم يعرفون جيدًا بعد دراسات طويلة أن مصر إذا انطلقت قادت الدنيا بأسرها ولا يستطيع أحد أن يقف فى وجهها.. انتصار دولتنا فى كل معاركها يأتى بالقضاء على الفساد وعلى الرشوة والمحسوبية وبالعمل وبالصبر وبالمحبة وبالاقتناع أننا مستهدفون على مر التاريخ. تحيا مصر