اشرف ابو الريش
النفسية المصرية
تعمدت منذ عدة شهور أن أقرأ وأتابع ما يدور على السوشيال ميديا بكل دقة ولساعات طويلة يوميًا من الممكن أن تصل إلى ما يقرب من عشرين ساعة يوميًا.. أحلل وأرصد ما يكتبه الآخرون داخل مصر وخارجها والحقيقة أن هناك فئة كبيرة من الناس تعانى أمراضًا نفسية وعضوية تلقى بهذه الأمراض على وسائل التواصل خاصة الفيس بوك.. الحقد والغل والكراهية على الدولة المصرية لا حدود له من البعض.. الشماتة فى المصائب التى تحل على الدولة من الأشياء الغريبة الوافدة على المصريين.. لم نكن من قبل فى سنوات ماضية عندنا كل هذا الحقد تجاه بلدنا ووطننا الذى يعيش فينا ونعيش فيه، هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة من علماء النفس والمتخصصين.. الحالة النفسية للمصريين تغيرت بعد ٢٠١١ بسبب عوامل كثيرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وحتى إعلامية, وجاءت جائحة كورونا فزادت من «المبلة طين» فقدنا الإنسانية والمحبة مع أقرب الناس إلينا وأضحت نسبة كبيرة من الشعب تحتاج إلى زيارة طبيب نفسى كل شهر لكى تستلقى على «الشيزلونج» الشهير فى عيادة الأطباء النفسيين لتبوح بكل هواجسها وأسرارها وأحاديثها الجانبية التى تتفوه بها دون أن تشعر فى كثير من الأحيان.. لقد ابتعدنا قليلاً عن الله, ودب الحقد والكراهية فى قلوبنا, وأصبحنا نركض فى الدنيا كركض الوحوش فى البرية.. نحتاج إلى طاقة من النور لكى تنير لنا الطريق مرة أخرى.
«كورونا» معانا إلى أن يأذن الله برفع هذا الوباء من الأرض ورفع البلاء يحتاج التضرع إلى الله ليلًا ونهارًا وما نزل بلاء مع الدعاء والدعاء مخ العبادة وكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» .
وفى روايةٍ فى الترمذى مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ». الفرصة لم تضع بعد والأيام المباركة قادمة نرجو أن وتعمر المساجد والكنائس وتفتح الأضرحة مرة أخرى وسط كافة الإجراءات الاحترازية التى حددتها الدولة.. المصريون فى أمس الحاجة للطاقات الروحية والإيجابية.. ابتعدوا قليلًا عن نشر الأخبار السلبية على الفيس بوك والسوشيال ميديا يكفى ما نتعرض له من الخارج وتكفى الشماتة التى تبثها بعض الفضائيات يوميًا وتكفى الضغوط التى تتعرض لها الدولة على مدار ثلاثة أيام جراء أخطاء فردية فى حوادث متفرقة.
كان الله فى عون صانع القرار والمسئول الذى نحاسبه على جرم لم يكن فاعله.. حاولوا الاقتراب من الله ومن الأخبار الطيبة وابتعدوا عن كل ما يعكر صفو نفوسكم فى هذه الأيام.. الأقدار مكتوبة والأرزاق مقسومة ولن يحدث شىء فى ملكه بغير إذنه سبحانه وتعالى.. مصر تحتاج منا وقت الشدائد إلى دعوة مخلصة أن ينعم الله علينا بالأمان وأن يحفظنا من كل مكروه وسوء. تحيا مصر