الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رمضان شهر البركة والمغفرة

رمضان شهر البركة والمغفرة

ساعات قليلة وتهل علينا الأيام المباركة لشهر رمضان وقد روى البخارى ومسلم عن أبى موسى الأشعرى، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة».



فى هذا الحديث الشريف يوضح النبى صلى الله عليه وسلم كيفية أن يختار كل إنسان طريقه فإذا أراد الخير سعى إلى أهل الله والصالحين واغتنم الفرصة التى تأتى مرة واحدة كل عام وهى أيام شهر رمضان..  يجتهد فى العبادة ويبتعد عن السلوكيات السيئة ومصاحبة أهل السوء التى لا يأتى من ورائهم غير الذنوب والمعاصى والآثام, رمضان شهر بركة وأيامه مفترجة ودعوته كريمة لاختيار الجليس الصالح والصاحب الوفى ذى الخلق، وفى نفس الوقت دعوة للحذر من الجليس السيئ والصاحب الخبيث، الذى لا يأتى بخير أبدًا وإنما طريقه معروف بالشر والمعاصى. 

فى هذا الوطن العظيم وفى شهر القرآن ما أروع أن تصلى الفجر فى رحاب الأزهر الشريف ومسجد الإمام الحسين بن على وما أجمل أن تجلس فى منطقة خان الخليلى تلتقى الأصدقاء والأقارب وبين روحانيات قاهرة المعز والعادات الطيبة للمصريين تنتشر الرحمة بين الناس وتزداد البركة فى كل مكان فى الشوارع وفى الطرق السريعة حيث الشباب الأصيل المجاورين لتلك الطرق يوزعون الإفطار على الصائمين وتكثر فى المراكز والقرى توزيع الوجبات الجافة على المحتاجين والفقراء فتسود المحبة والإخاء بين الناس جميعًا غني وفقير.. هذه هى مصر الكريمة التى تخرج أفضل ما فيها فى أيام شهر رمضان.

شهر رمضان شهر القرآن، وهو فرصة عظيمة أن نقرأ وندرس كتاب الله عز وجل, فقد كان جبريل يدارس النبى صلى الله عليه وسلم القرآن فى رمضان، وكان عثمان بن عفان - رضى الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة وبعض السلف يختم القرآن كاملًا فى قيام رمضان.

من نفحات الشهر الكريم أن تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم وإلى عملاقة التلاوة مثل الشيخ مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد والشيخ الحصرى  والطبلاوى والشيخ النقشبندى كروان الإنشاد الدينى وقد وصفه الدكتور مصطفى محمود بأنه مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد، له العديد من الابتهالات والتواشيح الرائعة وعلى رأسها مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى التى يرتجف القلب خشوعا حين يستمع إليها، ليبقى هذا الابتهال الدينى الأكثر شهرة وأهمية من بين أعمال الشيخ النقشبندى المميزة، وكتب كلماته الشاعر عبدالفتاح مصطفى، والموسيقار بليغ حمدى هو من قام بتلحين هذا الابتهال فى أول تعاون بينه وبين الشيخ سيد النقشبندى مولاى إنى ببابك كان بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى.

ومن الواجب فى رمضان أن نتدبر ونفهم كلام الله عز وجل، ونتأثر به، وفى الحديث عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ على، فقلت: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إنى أحب أن أسمعه من غيرى قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا، قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان». وأخرج البيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: لما نزلت «أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون»، بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار من بكى من خشية الله».. كل عام وأنتم بخير.. تحيا مصر.