الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا مصر..؟

لماذا مصر..؟

من العادات والتقاليد التى أحافظ عليها منذ سنوات طويلة التحدث مع الناس فى المناسبات وفى بعض اللقاءات غير المرتبة بمعنى أنى أؤمن بالصدفة وأنها خير من ألف ميعاد.. نتجاذب الحوار والحديث عن الوطن وأحواله وخير من يجيد فن التحاور من وجهة نظرى وعن تجربة هؤلاء البسطاء المحبون لمصر دون حسابات وإن كنت شخصيًا لا أجيد فن التحاور مع من يطلقون على أنفسهم «النخبة» فى مجالات كثيرة. 



حديث الساعة فى كل بيت وفى كل مدينة وقرية وعزبة ونجع صغير فى أقصى الجنوب منذ عدة أيام وحتى هذه الساعة التى أكتب فيها مقالى بعد أذان الفجر.. لماذا يحاول البعض- دون ذكر أسماء دول بعينها -قطع المياه بسدودهم عنا لكى يجف نهر النيل ويعطش المصريون ونحن بلد لم نعتد على أحد- فى يوم من الأيام- إفريقيًا أو عربيًا بل نسعى دائمًا لمساعدة كل الأشقاء إذا لا قدر الله حدث مكروه لأى دولة فى العالم.. هذا الحوار دار بينى وبين رجل أمى بسيط  لا يكتب ولا يقرأ ووجه الرجل طلقات مدفعية من العيار الثقيل فى صيغة أسئلة  تدور فى رأسه حول سد النهضة وما الطريقة الصحيحة التى يجب أن تنتهجها مصر خلال الفترة المقبلة. 

لم تكن مفاجأة أن أقابل رجلًا بسيطًا لديه من الحكمة والحنكة أن يدير حوارًا معى أفضل من كثيرين قد حصلوا على درجة الدكتوراه فى العلوم السياسية.

الرجل نظر إلى بعمق شديد قائلًا لماذا مصر؟

وفى هذا التوقيت تحديدًا.. بادرته لماذا يا عم الحاج؟.. قال لى ماذا صنع الرئيس السيسى خلال شهر أبريل فقط يعنى ما يقرب من سبعة عشر يومًا لاحظ أنى لن أحدثك عن الثلاثة شهور الماضية يناير وفبراير ومارس وما حدث فيها.. قلت ماذا صنع؟ قال: أكثر من عشرين لقاءً رئاسيًا لمتابعة جميع المشروعات القومية معظمها بحضور رئيس الحكومة وثلاثة افتتاحات كبرى.. مجمع الإصدارات الذكية وتفقد مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى وافتتاح متحف الحضارة الذى وضع مصر بحق على طريق العالمية وجذب أنظار الدنيا كلها مرة أخرى لكى تعرف من هى مصر.. وقد أجرى وتلقى الرئيس ما يقرب من ١٤ اتصالًا بالملوك والرؤساء والأمراء والسياسيين فى المنطقة.. كل هذا النشاط والحراك الذى تلعبه الدولة المصرية الآن تسبب فى مزيد من الحقد والكراهية والغل بل القلق فى كثير من الأحيان.. التحركات السريعة والبناء والتنمية والتعمير فى هذا التوقيت لو استمرت بهذه القوة والنشاط والمتابعة دون توقف سوف نصبح فى سنوات معدودة بحق قوة يحسب لها ألف حساب فى منطقة الشرق الأوسط وفى العالم كله وأعداؤنا لا يريدون ذلك أن يحدث أبدا وبالتالى لابد من تعطيل كل هذا التقدم وهذا البناء وهذا التعمير بل هذه القوة التى أصبحت تقلق الكثيرين فى العالم. 

 الرجل أسهب مضيفاً إن الشعب لم يعد كما كان قبل يناير ٢٠١١ الكل يتابع ومن لم يقرأ يستمع لقنوات الداخل والخارج ويستطيع أن يفرز جيدًا ويحلل ما يشاهده وعلى العموم معظم المصريين يثقون فى شخص القيادة السياسية ومدى إخلاصه لوطنه وصدقه فيما يقوله للمواطنين. 

من هنا نقطة ومن أول السطر إذا كنا نريد أن نفهم.. لماذا مصر وفى هذا التوقيت تحديدا؟.

وانتهى الحوار فيما بيننا.. تحيا مصر