الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ويظل النيل يجرى

ويظل النيل يجرى

ما أروع أن يتجلى الله عليك فيكشف لك الحجب ويلقى فى قلبك وعقلك بذرة من نوره سبحانه وتعالى فيرشدك إلى الطريق السليم بل ينعم عليك باتخاذ القرار الصحيح!. 



جلست مع نفسى أحدثها عن السيناريوهات المحتملة فى قضية مصر الكبرى وهى سد النهضة.. والحديث حول تلك القضية يظل الشغل الشاغل لكل المصريين.. باختصار شديد هى أخطر قضية مرت على هذا الوطن حتى أننى دخلت فى نقاش عميق مع أحد الأصدقاء وعقدنا مقارنة بين خطورة السد على البشر والشجر والحجر وفى المقابل تحرير الأرض وستر العرض كما حدث فى ذكرى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر المجيد وقمنا برد أرضنا من إسرائيل.. ما تقوم به الدولة فى هذا التوقيت لا يقل أهمية عن معركة أكتوبر ولو جلسنا لوضع عدة سيناريوهات ومقارنة بين الحرب وبين السلام نجد فى النهاية أن مسارات السلام شاقة وطويلة وصعبة فى كثير من الأحيان وهذا ما تمارسه دولة ٣٠ يونيو على مسرح الأحداث الجارية لتوصيل صوتنا إلى كل مكان فى العالم.. مجلس الأمن الدولى والجامعة العربية والاتحاد الإفريقى والدول الكبرى فى العالم والدول الشقيقة والصديقة .. دولتنا فى هذا التوقيت داعية للسلام ولن تكون فى يوم من الأيام داعية للحروب وسفك الدماء.. ولكن صبر هذه الدولة له حدود. 

لست خبيرًا فى علوم السدود أو عالمًا من علماء الجولوجيا ولكننى أنبهكم إلى أهمية وعظمة نهر النيل على هذه الأرض وقد طالعت ما كتبه بعض المفكرين والعلماء من خلال ثلاثة أبحاث فى شكل مؤلفات أولها: كتاب للعالم الراحل محمد عوض محمد، وهذا الكتاب لا غنى عنه فى معرفة مصطلح حوض النيل وقضايا المياه فى مصر وإفريقيا، حيث يؤكد هذا المرجع  أن حضارة مصر مصدرها الحقيقى هو النيل الذى ترتب عليه جميع ما لمصر من الثروة والرخاء.

ثانيا: كتاب نهر النيل نشأته واستخدام مياهه فى الماضى والمستقبل وهو من تأليف الدكتور رشدى سعيد الذى يوثق ويؤكد مقولة «هيرودوت» الشهيرة بأن «مصر هى هبة النيل» وكان البعض منا يرى فى الماضى أنها مقولة مبالغ فيها ولكن المؤكد الذى لا ريب فيه  أن النيل هو محور حياة المصريين بلا نزاع، وهذا هو جوهر البحث والدراسة فى هذا  الكتاب، المرجع  يسرد لنا تاريخ نشأة النيل وتكونه كما يوضح مظاهر استغلال المياه قديمًا وحديثًا وهذا الكتاب  لا غنى عنه لمن  يريد أن يفهم حقيقة النهر العظيم وما الواجب علينا جميعًا لحماية هذا الرافد من كل مكروه. 

ثالثا: كتاب النيل فى عهد الفراعنة والعرب.

وهذا البحث صدر عام 1926 من  تأليف أنطوان زكى ويؤكد الكتاب الارتباط الوثيق بين حياة المصريين وأقدارهم منذ القِدم بنهر النيل، وأن نهوض مصر مرتبط بالنهر ارتباط الروح بالجسد  وأنه قديمًا وحديثًا يمثل  «إله النماء» الذى يمنع  القحط والجدب فكانوا يفزعون إلى المعابد مُصلين ومُقدمين القرابين إن تأخر النهر عن موعد فيضانه. 

التطورات متلاحقة فى قضية سد النهضة والقيادة السياسية لا يغمض لها جفن وهذا الكلام ليس سرًا.. فالنهر يمثل لكل المصريين منبع الحياة.. القضية مصيرية وهى معركة كل المصريين نكون أو لا نكون فنهر النيل هو شريان الحياة لهذا الوطن.

وفى النهاية مصر على قلب رجل واحد وخلف رجل واحد بإذن الله. 

تحيا مصر..