الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حنان مطاوع.. المتفردة

حنان مطاوع.. المتفردة

 شابة صغيرة ما زالت حديثة التخرج في كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، ذهبت فى مغامرة غير محسوبة للمخرج داود عبد السيد تطلب منه أن يمنحها دورًا للتمثيل، سألها عن اسمها؟.. اسمى ..»حنان»، لم يخذلها رغم عدم معرفته بها، لكنه أهداها إلى طريق البداية والتعلم، هكذا قررت الفنانة حنان مطاوع بدء رحلتها مع فن التمثيل، معتمدة على موهبتها وسعيها الدؤوب والذاتى للوصول إلى حلمها الكبير.



تفردت حنان مطاوع فى سعيها بتقديم أدوار صغيرة، وبالتدريج بدأت فى ترك بصمة لا تمحى لدى جماهير المسرح والدراما التليفزيونية فى كل عمل تقدمه، هى فنانة متفردة فى السعى والاستيعاب لمنطق تحقيق النجومية، المعتمد على تراكم الخبرة والتجربة فى الوصول إلى أعلى مراحل النضج الفني، الذى حققته مطاوع بتنوع وتلون أدوارها مهما كان حجم وشكل الدور بالعمل الدرامي، فهى كفيلة أن تخلق له حجمًا كبيرًا ولو كان صغيرًا، تحرص على لفت الأنظار بأدائها ورجاحة عقلها الدائم بالتركيز فى أدق تفاصيل عملها، تمنح الشخصية الدرامية من روحها الداخلية ما يجعلها حية نابضة بمشاعر حقيقية، نقاء وصفاء روحها ينعكس عادة على ما تلعبه أمام الكاميرا من شخصيات غير متشابهة، ربما كان الشبه الذى جمع هؤلاء النساء، أن حنان مطاوع هى وجههن المحب الوحيد، على اختلاف خلفيات ومستوى تلك الشخصيات الإجتماعية والنفسية تجد كل امرأة حاضرة بقوة ومهارة واقتدار.

فى مسلسل «القاهرة كابول».. ضمن السباق الرمضانى هذا العام نجدها تلك الشخصية الحائرة المعذبة وجدانيًا على حب مضى، لرجل تعذر لقائها به، وما زالت تأسى عليه، ليس فقط بسبب غيابه الدائم واختفائه عن أعينها بينما لأنه أصبح لا يصلح للحياة المستقرة الهادئة، بعد تبنيه طريق الجهاد فى سبيل الله حسب ما يعتقد، مما جعله على قوائم الإرهاب الدولي، تبدل حاله وانشق عن الصداقة والجيرة والعائلة وأصبح شخصًا آخر، لكن رغم كل هذه العيوب والكوراث الإنسانية التى يرتكبها فى حق الأبرياء ما زالت متعلقة القلب به، طواقة لرؤيته يجذبها إليه حنين لا يتوقف، فى عينينها سؤال دائم هل استمر فى هذا الحنين، أم اقتله وابدأ تجربة حياة جديدة؟!.. خاصة بعدما أبدى أحد زملائها بالمدرسة إعجابه بعشقها للغة العربية، نجد «منال» المدرسة الملتزمة الحريصة على عملها بإتقان ودأب، سارحة الذهن مشغولة البال، يشغلها تساؤل لا يزول من عينيها فى كل مرة يجمعها لقاء بهذا العريس الجديد، التى ما زالت لا تعلم هل ستتركه يقتحم حياتها، وينتزع من قلبها ذكريات حب قديم أم ستظل حبيسة هذا الحب، أبعاد نفسية تحمل مزيد من الألم والحيرة رسمتها حنان مطاوع بمعالم وجهها، وبتفردها الدائم لإستيعاب الشخصيات التى تلعبها فى دقة التفاصيل الخارجية والداخلية، ونظرات عينيها التى تروى كل ما يجول بخاطرها دون أن تنطقه، ففى داخلها الكثير من التساؤلات والمخاوف والحيرة الشديدة التى لم تحسمها «منال» حتى اليوم، بينما حسمت حنان مطاوع تجسيدها لتلك الفتاة المعذبة، وإذا كان كل فنان يترك لنا ميراثا كبيرا من التاريخ والعطاء الفني، فإن والدها الفنان الراحل كرم مطاوع لم يكتف بترك ميراثه الفنى وحده، بل ترك لنا إرثا غزير العطاء فى ابنته الفنانة الكبيرة التى مازالت تحمل بداخلها ما لم نره منها حتى اليوم!