الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ويظل النيل يجرى (2)

ويظل النيل يجرى (2)

الكتابة عن نهر النيل تحتاج إلى الوضوء بماء هذا النهر الطاهر أحد أنهار الجنة فى الأرض.. حاولت أن أغير مقالى هذا الأسبوع وأكتب عن أي قضية أخرى نطرحها للنقاش لم أستطع ان أبتعد عن ماء نهر النيل، أحد أهم أسباب الحياة التى خلق الله منها كل شىء عندما قال فى كتابه الكريم فى آيات متعددة ذكرت فيها كلمة الماء مرات عديدة منها «وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴿٢٢ البقرة﴾



وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴿١٦٤ البقرة﴾

وَهُوَ الَّذِى أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ﴿٩٩ الأنعام﴾

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ﴿٢٧ فاطر﴾«. صدق الله العظيم. 

لم يذكر القرآن نعمة أنزلها الله على أهل الأرض كما ذكرت المياه وإن دل ذلك فإنما يدل على عظمة الماء التى لا يستغنى عنه أحد.. الماء فى كثير من الأحوال أغلى من كنوز الأرض، نستطيع أن نستغنى عن الذهب وكل ما هو نفيس وغال، ولكن لا نقدر أن نعيش دون شربة ماء فى يوم شديد الحرارة. 

الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت لها رؤية استراتيجية بخصوص المشروعات القومية المتعلقة بالقناطر والترع والخزانات والسدود والصحارات منذ بداية قيام دولة 30 يونيو وحتى الآن.

 فى توثيق لتلك المشروعات اطلعت على دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، تؤكد أن مصر تمتلك 12 قنطرة على النيل وفرعيه فى 7 مواقع، و19 قنطرة كبرى تتغذى مباشرة من النيل، و45 قنطرة حجز كبرى على الرياحات والترع الرئيسية.

الدراسة أكدت أن مشروع قناطر أسيوط يعتبر واحدًا من أهم المشروعات المائية التى نفذتها وزارة الرى والموارد المائية على نهر النيل مؤخرا، وهو مشروع متكامل يتضمن مشروعات للري، والكهرباء، والطرق، ويضع أسيوط على خريطة المناطق الاستثمارية ويعد من أكبر المشروعات المائية على نهر النيل، بعد السد العالي، بالإضافة إلى قناطر نجع حمادى، واستغرق إنشاء المشروع 6 سنوات.

وأوضحت الدراسة أن الدولة والقيادة السياسية أخذت على عاتقها تنفيذ برنامج طموح للحفاظ على الموارد المائية وتقليل الفاقد، من خلال المشروع القومى لتبطين الترع، ومشروع إنشاء وتدعيم القناطر ومرافق الرى ومحطات الرفع، وذلك وفق استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.

وأن الهدف الأول من هذه المشروعات تأمين الاحتياجات المائية للحاضر والأجيال القادمة، والحفاظ على كل قطرة مياه من الهدر، فهو يوفر 10 مليارات متر مكعب من المياه المهدرة، عن طريق بوابات حديثة تعمل بنظام هيدروليكى للفتح والقفل، وتم تصنيع هذه البوابات فى مصانع مصرية.

هذا المشروع أقيم بجهود وسواعد المصريين ليكون بديلًا لقناطر أسيوط القديمة التى مر على إنشائها ١١٥ عامًا، وللاستفادة منه فى أعمال الزراعة، والري، ومفيض لحجز المياه، وتوليد الكهرباء من خلال محطة الكهرباء، فضلاً عن الاستفادة منه فى أعمال الملاحة النهرية.

إذًا الرسالة التى أريد أن أقولها للعالم: إننا كمصريين لن نستغنى عن قطرة واحدة من حقوقنا المائية وأن قضية سد النهضة لها حلول ولدينا خيارات وتحركات سياسية واستراتيجية تدعونا إلى السكينة والطمأنينة وبإذن الله مصر منتصرة ومعها كل الحق أن تشرب من الماء الذى خلقه الله للبشر ونزل من السماوات ولم يكن من صنع البشر..  تحيا مصر