السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كورونا.. ودروس المساجد

كورونا.. ودروس المساجد

تابعت  خلال  شهر رمضان وعيد الفطر تجربة وزارة الأوقاف فى  إدارة عمل المساجد وسط تزايد أعداد مرضى وباء كورونا.. واعتارنى تخوف من ان تكون المساجد سببا فى زيادة الوباء وسط ثقافة غير واعية بأن العبادة تطفى للوقابة من وباء.. وأن الإجراءات الاحترازية بالمساجد هو نوع من التشدد.



وفى الحقيقة شاهدت أمامى عدة تجارب واجهت فيها وزارة الأوقاف مخالفات بعض المساجد أو بعض الدعاة والعاملين بالمساجد للإجراءات الاحترازية، واستوقفنى إجراء قامت به وزارة الأوقاف ضد إمام مسجد أصر على ان يلقى دروسا فى التراويح منذ أول يوم فى رمضان رغم تنبيها الأوقاف ومنعها لأى تجمع فى درس أو ندوة بالمساجد.. معتبرا ذلك انتصارا  لعمله الدعوي.. وما أن علمت الأوقاف أصدرت قرارا بمعاقبته على المخالفة.. فإذا بموقع الجزيرة يسارع بنشر الخبر.. ويظهر الإمام المخالف على إنه ضحية بينما هو المذنب.. وبعاطفة دينية غير واعية وجدت تعليقات متعاطفة بشدة مع الإمام متهمة الأوقاف بقيادة د. محمد مختار جمعة بأنها ضد الدين.. وكأنهم بعيدين عما تعانيه الدولة فى مواجهة وباء أرهق أكبر دول العالم.

وهنا وجدت نفسى أعلق على هؤلاء على موقع الجزيرة قائلا :» هناك احكام شرعية واجبة  علينا ان نعيها ونطبقها أولها  انه لا يجوز بذل الطاعة بضرر، او أذى  ..  وعليه اذا كنا فى جائحة  فلا يجوز اتيان اى فعل من  شأنه إلحاق الضرر ولو بنفس واحدة.

ثانيا: أننا  فى شهر رمضان  الأوقاف أصرت  على استمرار فتح  المساجد وسط اجراءات احترازية والتشديد فيها  كى لا يتم اتخاذ قرار بغلق المساجد  فى ظل ارتفاع اعداد الاصابات. ثالثا: أنه اذا تعمد امام مسجد  مخالفة تلك الإجراءات الاحترازية وهو يعلم بهذا فهو آثم   كالمكوث طويلا  فى مكان مغلق كالمسجد  فى غير  فريضة وما هو مسموح به   فى ظل وباء منتشر.. حيث إن للأوبئة احكاماً خاصة يلتزم بها المسلم وجوبا منعا لانتشارها.  رابعا: لايجوز القياس على الأخطاء فإذا كانت هناكً مخالفات فى ظل الوباء متعددة فلا يجوز ان نقول، اشمعنى المساجد.

خامسا: أن  حفظ النفس مقدم على العبادة حيث إن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم  أمر الصحابة بالصلاة جماعة  فى الرحال أثناء المطر الشديد منعا للضرر.. فمن باب  أولى فإن حفظ النفس من مرض قاتل اشد وجوبا.  

سادسا:  يجب على المسلم ألا يكون سببا فى غلق المسجد بسبب تصرف يراه أنه حق  فيما لو كانت الظروف عادية.

وكلمة حق: إننا كمصريين نحمل عاطفة دينية كبيرة.. وهو أمر محمود لو كانت تلك العاطفة تسير وفق وعى دينى، أما إذا كانت العاطفة تسير وفق  الهوى فإنها تصبح وبالاً على أصحابها وعلى المجتمع.. وعلينا أن نتأكد أن بيوت الله  هى من الحرمات التى يجب صيانتها.. ولا يجب ان تسير وفق الهوى او الفهم الخاص لكل منا. 

كما أود التأكيد على أن  الأوقاف تسير منذ سنوات على منهجية واضحة  وإيجابية مفادها الحفاظ على المساجد والمنابر.. وان تظل بيوت الله عامرة بصحيح الدين.. وإنها نجحت فى إدارة المساجد وسط ما نعانيه من وباء كورونا  حتى فى شهر الطاعة والعبادة رمضان..  وليمسك كل منا عن أى كلمة  تحسب عليه  ظلما أو كذبة لجهل صاحبها بحقيقة الأمر.. وفقنا الله وإياكم لطاعته وفق مراده تعالى.