مزارع أسماك كفرالشيخ «غليون ومطوبس» الأكبر فى مصر والشرق الأوسط

كفرالشيخ - محمود هيكل
تعد كفرالشيخ من المحافظات الرائدة فى إنتاج الثروة السمكية، حيث تنتج المحافظة 40% من إنتاج الجمهورية بالكامل من الأسماك سنوياً، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 70% بسبب أسماك بركة غليون الواقعة بمدينة مطوبس، أحد أكبر المزارع السمكية فى مصر والشرق الأوسط، والتى تم إنشاؤها على أحدث النظم العالمية فى مجال الإستزراع السمكي، كما أن المحافظة تتمتع بانتشار المزارع السمكية بها بسبب موقعها الجغرافى.
صحيفة «روزاليوسف» تجولت داخل المزارع السمكية بكفرالشيخ، ورصدت أعداد هذه المزارع بالمحافظة، ومساحتهم الإجمالية، وإنتاجهم سنوياً من الأسماك، بالإضافة كيفية الإستزراع السمكى بهم، وأليات تربية هذه الأسماك، فضلاً عن الإرشادات التى تقدمها كلية الثروة لأصحاب هذه المزارع.
وقال الدكتور صلاح مصيلي، رئيس هيئة الثروة السمكية، أنه يوجد بمحافظة كفرالشيخ مزارع سمكية على مساحة 51 ألفا و 684 فدانا تابعين لعدد من الجهات الحكومية، والأهالي، منهم 48 ألفا و 684 فدانا مزارع أهلية تابعين للأهالي، يقومون بإنتاج 267 ألفا 756 طنا من الأسماك كل عام، و 3000 فدان مزارع سمكية تابعين للجهات الحكومية، ويقوم بتربية ورعاية الأسماك بهذه المزارع، العاملين التابعين لتلك الجهات، مؤكداً أن هذا العدد بخلاف المزارع المؤجرة، والمزارع المؤقتة، والأقفاص السمكية بالمحافظة، موضحاً أن الهيئة تقدم كافة سبل الدعم لتنمية الثروة السمكية بكفرالشيخ والعمل على رفع إنتاجها، فضلاً عن تزليل كافة العقبات التى تواجه مربي الأسماك بالمحافظة.
وعن كيفية تربية الأسماك قال الحاج عماد محمد، أحد أصحاب المزارع السمكية بكفرالشيخ، أن تربية الأسماك لها طبيعة خاصة وتعامل مختلف خلال الدورة، موضحاً أنه بعد انتهاء دورة زراعة الأسماك، يتم تجفيف أرض المزرعة جيداً وتجريفها، ورفع جسورها، بالحفارات، وتنظيف الحشائش من حولها، ثم بعد ذلك يتم تسميد أرض المزرعة بالجير الحي، والسوبر، والسماد الحيوى كعنصر غذائى للارض نفسها، ثم بعد ذلك يتم غمر المزرعة بالمياه، ويتم تقسيم السمك على الأحواض بالعدد، فالفدان الواحد يأخذ من 15 إلى 20 ألف سمكة، ويرجع ذلك حسب عمق الحوض وكثرة المياه به، وقوة تزويد المزرعة بالمياه وصرفها.
وأضاف الحاج عماد، أن أسعار زريعة الأسماك تختلف من نوع لأخر، حيث إن الـ 1000 سمكة بورى زريعة أصابع بـ 6 آلاف و200 جنيه، و1000 طوبار أصابع بـ 1200، و 1000 زربعة بلطى عقلة أصبع بـ 300 جنيه، مؤكدا أن دورة زراعة الأسماك تستغرق عامين بالمزرعة، العام الأول يتم تحضين الزريعة فى جزء من المزرعة يسمى بالحضان ويمثل 30 % من مساحة المزرعة بالكامل، والعام الثانى يتم فيه تربية هذه الزريعة فى باقى أحواض المزرعة حسب العدد، مؤكداً أن الأسماك الموجودة بالفدان الواحد تستهلك 12 طن علف خلال الدورة بعد تربية الزريعة.
وأوضح عماد، أنه فى نهاية الدورة التى تستغرق عامين من عمر الأسماك، يتم تفريغ وصرف مياه المزرعة بواسطة الأت «ماكينات الرى - وشفاطات« ثم يتم تأجير صيادين لصيادة الأسماك منها بعد تنشفيها جيداً من المياه، وشراء بوكس بلاسك لتعبئة الأسماك بها، ثم بعد ذلك يتم بيعه لتجار الجملة فى البورصة، والأسواق الكبرى المماثله لها فى جميع المحافظات، ويتم تجميع أسعار هذه الأسماك لسد ثمن الأعلاف، والأدوية، وإيجار الأرض من هيئة الثروة السمكية، وأجر عمال الصيادين، وأيضاً الوقود التى تعمل به آلات الرى بالمزرعة.
وقال تامر عبدالله سلامة أحد عمال المزارع، أن طعام الأسماك يختلف باختلاف مراحله العمرية، ففى عمر الحضانات وهو فى حجم أصبع اليد.
يتم علف الأسماك 3 مرات يومياً، مرة فى الساعة الـ 8 صباحا، ومرة بعد الظهر، والأخيرة قبل المغرب، أما فى المرحلة الثانية وهى عند توزيع الأسماك من الحضان على الأحواض السمكية، يتم علف الأسماك مرتين فى اليوم الواحد مرة فى الصباح، والأخرى بعد الظهر، مؤكداً أنه يتم عملية علف الأسماك بطريقتين الأولى من خلال مركب صغير نتجول به داخل الأحواض لإلقاء العلف للأسماك، والثانيه إلقاء العلف من على جسور المزرعة.
من جانبه قال الدكتور الخطيب يسرى جعفر أستاذ أمراض الأحياء المائية بالمركز القومى للبحوث، أن هناك نصائح معينه لأصحاب المزارع السمكية لابد من القيام بها حتى تقل إحتمالية إصابة الأسماك بالأمراض الموسمية وبالتالى تقليل الخسائر الإقتصادية الناتجة عنها ومنها: الاهتمام بجودة المياه التى يتم تربية الأسماك فيها، بالإضافة إلى مراعاة نسبة الأكسجين المذاب داخل مياه الأحواض السمكية بالمزرعة، لأنه فى منتصف فصل الصيف تقل نسبة الأكسجين فى المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لذلك يجب استخدام معدات التهوية فى أحواض الاستزراع، فضلاً عن الاهتمام بجودة الأعلاف التى تأكلها الأسماك «كماً و كيفاً« وعدم الإفراط أثناء العلف.
وأضاف الخطيب، تتأثر مناعة الأسماك وقابليتها للإصابة بالأمراض إلى حد كبير بالضغوط البيئية التى تتعرض لها مما يسبب إصابتها بالعدوى البكتيرية ومن هذه المسببات: زيادة إعداد الأسماك داخل الأحواض بالمزارع، بالإضافة إلى زيادة نسبة الامونيا بالمياه، فضلاً عن الإرتفاع الشديد فى درجات الحرارة والذى بدوره يؤدى إلى نقص الأكسيجين الممذاب و زيادة معدلات تكاثر البكتيريا المسببة للأمراض مما ينجم عنه زيادة الضغوط البيئية المحيطة بالأسماك، مؤكداً أن الضرر الناتج عن أمراض الأسماك هو ضرر إقتصادى بالمقام الأول وليس ضررا صحيا، فالمسلم به طبياً أن أغلبية مسببات الأمراض فى الأسماك لا تسبب أى ضرر للانسان خاصةً إذا تم تسوية الأسماك جيداً قبل تناولها.
وأوضح الدكتور إبراهيم الهواري، عميد كلية الثرة السمكية والمصايد بجامعة كفرالشيخ، أن المحافظة تنتج أكثر من 40 % من إنتاج الأسماك سنوياً على مستوى الجمهورية ومن المتوقع أن يصل إلى 70% فى وجود مزرعة بركة غليون، مؤكداً أن هناك تعاونا بين الكلية والمزارع السمكية بالمحافظة، حيث يقوم الطلاب الخريجين بالكلية بالإشراف على المزارع سواء كانت مزارع أهلية أو مزرعة بركة غليون، ويقمون بتقديم كافة المساعدات المطلوبة للمزارعين، بالإضافة إلى أن هؤلاء الطلاب مسئولين عن المفرخات داخل المزارع، والتربية، والتغذية، والرعاية، وغيرها.
وعن أسعار الأسماك قال محمد سالم، أحد بائعى الأسماك بمحافظة كفرالشيخ، أن أسعار الأسماك بالمحافظة تختلف عن بعضها البعض حسب النوع والحجم، فالبورى يبدء سعره من 50 إلى 55 جنيها، والطوبار من 45 إلى 50، والبلطى من 15 إلى 25 جنيها، والبليمى من 30 إلى 35 جنيها، وذلك حسب حجم الأسماك، مؤكداً أن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين بشكل يومى على شراء الأسماك بمختلف أنواعها وأحجامها، موضحاً أن كفرالشيخ من أكثر المحافظات التى تنتج الثروة السمكية فى مصر.