الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الخطاب الدينى المستنير

الخطاب الدينى المستنير

يتردد من وقت لآخر على مدار العشر سنوات الأخيرة مقولة « تجديد الخطاب الدينى»، اطلعت مؤخرًا على أحد إصدارات مكتبة الإسكندرية الجديد بعنوان «تجديد الخطاب الدينى.. ضرورة حتمية»، هذا الكتاب يشتمل على أطروحات متنوعة من أهل العلم والثقافة والإفتاء والفقه، حاولوا فيها الاجتهاد للخروج بمفهوم لتجديد الخطاب والفهم الدينى، والعمل على رفع راية الوسطية، والانتصار لحضارة وعظمة الدين.



 الدكتور مصطفى الفقى فى مقدمة هذا الكتاب قال إن قضية تجديد الخطاب الدينى لم تعد رفاهية يمكن تجاوزها أو حتى تأجيلها؛ بل أصبحت، فى ظل ما نعيشه من مستجدات، قضية حتمية، ينبغى التوقف عندها وإعطاؤها الاهتمام الذى تستحقه.

 وأضاف: «علينا أن ندرك، ونحن نتطلع للمستقبل، أن مصر ليست مجرد وطن نعيش فيه؛ بل قدرها أن تكون فى الطليعة والصدارة، وأن تكون مُصدِّرة للقوى الناعمة للمنطقة دائمًا، ومن قبلها تصحيح الأفكار، وتنقية الآراء تجاه نظرة الإنسان إلى معتقداته؛ ومن ثَمَّ فتصدير مصر للإسلام الوسطى سوف يكون له تأثير كبير على دورها فى قيادة القوى الناعمة فى المنطقة كما كانت، بل وفى العالم أجمع».

الفقى قال إن تجديد الخطاب الدينى هو لغة من تجديد خطاب العصر، وجزء أصيل من تجديد الخطاب الثقافى؛ لأنه مرتبط بسلوك الناس وطريقة حياتهم وأسلوب تفكيرهم، ولذلك فإن تجديد الخطاب الدينى لا ينصرف إلى تجديد الخطاب الإسلامى وحده، ولا الخطاب المسيحى وحده؛ إنما الخطاب الدينى عمومًا فى كل زمان ومكان انتهى كلام الدكتور مصطفى الفقى لمقدمة هذا الكتاب.

 إذًا عملية التجديد المنشودة من تطوير الخطاب الدينى يجب أن تتعايش مع فقه الواقع ومستجدات العصر الذى نعيش فيه فى هذا التوقيت وعلينا أن نعمل العقل وأن نستنبط الأحكام الفقية التى تساعد الناس على أن يفهموا الدين فهمًا صحيحًا.

فرضت المستجدات العصرية وفقه الواقع أن يغير الأئمة والدعاة أفكارهم القديمة وحتى الرد على المسائل الفقهية التى أصبحت لا تتناسب مع عصر الإنترنت والسوشيال ميديا. 

من وجهة نظرى أن إعداد داعية عصرى قادر على التفاعل الحاصل للتطور التكنولوجى على مواقع السوشيال ميديا يجب أن يثقل مهارات الدعاة بما يناسب الحراك الحادث على السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعى.

وعلى صعيد التحرك السريع لكى تعوض الأوقاف ما فاتها فى إعداد الإمام العصرى القادر على التفاعل الحاصل للتطور التكنولوجيا وعلى طريق تطوير الخطاب الدينى بدأت وزارة الأوقاف، أولى الدورات التدريبية لأئمة المساجد على استخدام، مواقع التواصل الاجتماعى، فى نشر الفكر الوسطى وكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى ظل تحديات العصر، وذلك استمرارًا لدور الوزارة فى التوسع فى مجال التدريب والتأهيل العلمى للدعاة. 

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قال منذ أيام فى تصريحات صحفية  نواجه الكتائب الإلكترونية بالفكر الوسطى.. وقمنا بتطوير 19 قناة وصفحة، وقد بدأنا بالفعل حيث انطلقت أولى الدورات فى أكاديمية الأوقاف الدولية، بحضور مجموعة مرشحة بمعرفة المديرية من مديريات: «بنى سويف، والمنيا، والفيوم»، على أن يتم عقد دورات فى جميع المديريات الإقليمية بالإضافة إلى دورات معسكر الصديق بالإسكندرية.

يحمل هذا العام الكثير من تيارات التغيير فى حقل الدعوة فقد تغير الوقت والزمان.. فى الماضى كانت المنابر وخطباؤها لهم تأثير على الناس وكانت الكتاتيب تخرج حفظة القرآن وحاملى مشعل اللغة العربية كتابة وتحدثًا وقد برعت الأوقاف فى هاتين القضيتين، المنابر والكتاتيب القديمة فى المساجد ولكن اليوم الوضع أصبح من الضرورى التفاعل مع الأحداث على مواقع السوشيال ميديا والمنصات والقنوات الفضائية خاصة بعد جائحة كورونا والتى أصبحت من الدوافع الرئيسية فى التقليل من التجمعات فى المساجد ولذلك أنشأ بعض الدعاء صفحات للتواصل مع رواد المساجد والرد على الأسئلة الفقهية والشرعية وهذا يعتبر لونًا جديدًا من تجديد الخطاب الدينى المستنير. تحيا مصر..