الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
30 يونيو .. هل وصلت الرسالة؟

30 يونيو .. هل وصلت الرسالة؟

قبل سبع سنوات من تولى الرئيس السيسى أمانة المسئولية ورئاسة مصر كانت حدودنا الأربعة ملتهبة فى الشرق والغرب والشمال والجنوب.. فى الشرق وتحديدًا فى سيناء كانت «مرتعًا» للجماعات الإرهابية وكانت الأنفاق طريق المرور لبعض العمليات النوعية التى كانت تضر بأمن البلاد.. ومن خلفهم كانت تقف أجهزة معادية لبلادنا لا تريد لها الاستقرار أبدًا.. وظهر خلال السنوات الماضية مصطلح «صفقة القرن». 



أقسم الرئيس السيسى على حماية الأرض وصون العرض والدفاع عن كل حبة رمل فى سيناء بل تطهيرها من الإرهاب مهما كانت التضحيات وبالفعل صدق الرئيس على ما أقسم به.. صحيح أن رمال سيناء روتها دماء الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة ومهما قدمنا إلى هؤلاء الشهداء فإن الجزاء الأكبر يحصلون عليه عند مليك مقتدر من نعيم مقيم فى جنات الفردوس مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقًا.. طهرنا سيناء وبفضل الله تم القضاء على معظم الجماعات الإرهابية والتكفيرية وقطعت القيادة السياسية أيدى المتآمرين على حدودنا الشرقية وتخطينا حدودنا لندخل إلى غزة فى قلب فلسطين لنبنى ونعمر فى أرض الأشقاء بعد أن هدمت منازلهم جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة.. لم يكن دخول مصر إلى غزة سوى رسالة إلى العالم بأن مصر لم تعد مستقرة فقط وإنما أصبحت قادرة بفضل الله على مساعدة الأشقاء فى غزة من خلال القوافل الإنسانية التى أولها فى القاهرة وآخرها على حدودنا فى رفح من جهة الشرق.. هل وصلت الرسالة؟. 

الحرب على مصر لم تكن من طرف واحد بداية من ٢٠١١ وحتى ٢٠١٣ كانت بلادنا فى هذه الفترة يطلق عليها فى الاجتماعات السرية والمخابراتية «الجائزة الكبرى» بعد أن نجحت قوى الشر  والظلام فى تحطيم وتدمير الوطن العربى والقضاء على شعوبه وجيوشه فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ولم يعد غير مصر هذه الرأس التى «لا تريد أن تركع أبدًا لغير الله الواحد الأحد».. فحاولت القوى المعادية أن تلعب فى ليبيا أحد أهم حدودنا من جهة الغرب حيث يبلغ طول الحدود المصرية الليبية نحو ألف و50 كيلو مترًا من الشمال عند البحر المتوسط وحتى الحدود المصرية السودانية، رجال الجيش والشرطة والأجهزة السيادية كانت على علم  بوجود تهديدات من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة من جماعة الإخوان وأنصار الشريعة وتنظيم داعش من ناحية الغرب.. لم تغمض عين هؤلاء الرجال عن تلك المساحة الكبيرة لحدودنا الغربية حتى استطعنا اليوم أن نحمى تلك الحدود ووقف الرئيس السيسى فى نفس هذا اليوم من العام الماضى ٢٠ يونيو ٢٠٢٠ ليقول للعالم ، إن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة «خط أحمر» لبلادنا  «وأمننا القومى». وصدق الرئيس فيما قال وفشل المخطط الذى كان يدبر لنا من ناحية الغرب.

لو اجتمعت أقوى الأجهزة المخابراتية ومحللو السياسة الدولية لكى يصلوا إلى تلك النتائج المهمة التى وصلت إليها مصر بفضل الله وبفضل التحول الخطير فى السياسة الخارجية المصرية خاصة دول الجوار ما وصلوا لهذه المعطيات الإيجابية فى سنوات قليلة.. انتهينا من الشرق والغرب والجنوب الذى لم تنقطع معهم حبال الود يومًا من الأيام.. حيث يمثل السودان الشقيق بحكم موقعه الجغرافى ضمن المجال الحيوى للأمن القومى المصرى، ويمثل العمق الاستراتيجى الجنوبى لمصر، وهو ما انعكس على التواصل الدائم للإبقاء على  التعاون والتنسيق  مع الخرطوم، مهما مرت العلاقات الثنائية بين البلدين  بمراحل مختلفة من التقارب أو التباعد.. فى مارس الماضى من هذا العام ذهب الرئيس السيسى إلى السودان الشقيق وسط حفاوة بالغة من الإخوة السودانيين.. أكد السيسى على استمرار دعم مصر لحكومة وشعب السودان فى كل المجالات، والاهتمام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه صالح البلدين الشقيقين، وعلى نحو يجعل العلاقات المصرية السودانية نموذجًا يُحتذى به للشراكة التنموية الشاملة والتكامل الاقتصادى.. هل وصلت الرسالة؟ 

بفضل الله هذا العهد يمثل انطلاقة قوية وغير مسبوقة للسياسة الخارجية لمصر.. والأيام المقبلة سيقرأ الجميع الرسائل المصرية. تحيا مصر