الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم عرفة

يوم عرفة

خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة ومع شروق شمس  التاسع من ذى الحجة يخرج حجاج بيت الله الحرام من منى  إلى  جبل عرفة للوقوف به، وقد أجمع الفقهاء وأهل العلم بأن الوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج فى أى جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة فى هذا اليوم فقد فسد حَجُّه، ويعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج  لقول النبى صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر فقد تم حجه». 



فى هذا اليوم الكريم تتنزل الرحمات من السماوات إلى الأرض، وأن الله تعالى  ينزل إلى السماء الدنيا فيباهى بأهل عرفة الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادى أتونى شعثاً غبرًا  من كل فجٍّ عميق، أشهدكم أنى قد غفرت لهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فما من يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة”. 

فى هذا اليوم العظيم تتطلع أرواحنا وقلوبنا إلى بيت الله الحرام وعلى عرفات الله تنسكب العبرات وتنهمر الدموع فتسقط المعاصى والذنوب وتنزل من السماء أمطار الرحمة والقبول فتغسل قلوب وأجساد أهل عرفة ويستبشر حجاج بيت الله بالمغفرة وبرحمة الله قد نزلت عليهم جميعًا فغشيتهم. 

وقد خطب الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فى حجة الوداع  من فوق جبل الرحمة وقد نزل عليه  الوحى مبشرًا أنه «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً».

وخطب صلى الله عليه وسلم قائلا: أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.

وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. أيها الناس إنما المؤمنون أخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وإن  أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربى على أعجمى فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب. 

فى يوم عرفة نسأل الله العلى العظيم أن يغفر ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يلهمنا رشدًا ويحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء.. ونسأله جل فى علاه أن يرفع هذا الوباء من الأرض وأن ينعم علينا جميعًا بحج بيته الحرام وزيارة مقام نبيه الكريم فى المدينة المنورة أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة وكل عام وأنتم بخير.  تحيا مصر.