الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
الإمام المفكر

الإمام المفكر

فى استجابة سريعة لما تم الحديث عنه فى مقالتى بعنوان «طفرة دعوية» من أهمية استمرار تدريب الدعاة وتقديم المتميزين منهم لأداء رسالتهم أعلنت وزارة الأوقاف عن أهم برنامج تدريبى فى تاريخها يهدف إلى صنع جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين الذين يدرسون إلى جانب علوم الدين واللغة علوم العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معان، وقد حمل البرنامج اسم « «الإمام المفكر». 



إن بناء الفكر فى عقلية من يتصدرون للدعوة ضرورة من ضروريات العصر لاسيما مع تغير نمط الحياة وتسارعها وتداخل الأحداث بصورة متشابكة جعلت من تنمية المهارات فى مختلف المجالات أمرا ضروريا، وتعد الدعوة إلى الله من أهم المجالات التى تحتاج إلى متميزين فكريا وثقافيا إلى جانب التفوق فى المعرفة الدينية.

وما أسعدنى فى برنامج «الإمام المفكر» إعلان وزارة الأوقاف عن أنها لن تبخل بجهد أو مال لتحقيق الأهداف التى وضع من أجلها هذا البرنامج، حيث سيمر المرشحون للبرنامج بعدد من المقابلات والاختبارات التى تسهم فى اختيار أفضل العناصر المؤهلة لحمل لواء الدعوة إلى الله (عز وجل) بالحكمة والموعظة الحسنة وفهم الدين فهمًا صحيحًا بما يجعل منه عاملا مهمًا يسهم بقوة فى صناعة الحضارة وعمارة الكون وسعادة الإنسانية. 

وتعد خطوة «الإمام المفكر» فرصة لاكتشاف الأئمة شديدى التميز مؤهلين لحمل الراية والأمانة فى المجال الدعوى بكفاءة واقتدار، ويحقق ما تصبوا إليه وزارة الأوقاف وفق خطتها من تنمية الجوانب العلمية والمهارية اللازمة للدعاة للرقى بهم إلى المستوى المنشود فى العالم المفكر المستنير، ولن تستطيع الجماعات المتطرفة، كما أكد وزير الأوقاف، اختطاف الخطاب الدينى منها مرة أخرى. 

وكلمة حق.. إننا بحاجة إلى العالم المستنر والإمام الواعى حتى نحفظ للعلم مكانته وللدعوة هيبتها، وتصبح الدعوة إلى الله على بينة وبصيرة وعلم وليس مجرد ظهور وملأ فراغ، وعلى الغرم من أن برامج البحث عن المتميزين تأخذ وقتا وجهدا كبيرا كما تفعل وزارة الأوقاف إلا أن ثمارها كبيرة وإيجابية تساعد المجتمع على الرقى والتقدم من خلال تقديم دعاة منفتحين على العالم ينيرون بين الناس رؤية إسلامية راقية ومعاصرة، ويكونون حصنًا منيعًا ضد الأفكار الظلامية، والعشوائية الدينية التى يحاول البعض استمرارها، وإظهارها على أنه الأمر الطبيعى.

إن الخروج من عشوائية الدعوة التى عشناها فترة من الزمان تتطلب إعلان الدعم للبرامج التى يتم إعداها للرقى بالأمة والدعاة، ومنع غير المتخصصين الذين لا يحملون سوى كلام مرسل محفوظ من الكتب أو بعض الشخصيات الجامدة، ولا يملكون حكمة العالم أو فكر الداعية المستنير.. حفظ الله مصر بعلمائها ودعاتها وجعلهم سندًا لاستقرارها وتقدمها، ونشر الوعى بها.