الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صيف أغسطس.. وشتاء ديسمبر

صيف أغسطس.. وشتاء ديسمبر

فى ليلة من ليالى شهر أغسطس الحارة حيث الرطوبة العالية ولهيب الصيف الحار جاء موعد أخذ الجرعة الثانية من لقاح «إسترازينكا».. بطبيعتى الفطرية أنا من عشاق فصل الشتاء وعشقى الأكبر يتمثل فى مشاهدتى لهطول الأمطار بغزارة والأجمل عندى أن أكون جالسًا فى هذا التوقيت فى صحراء سيناء وتحديدًا فى الوادى المقدس بسانت كاترين.



فرضت الظروف نفسها أن آخذ جرعتى من اللقاح الأسبوع الماضى.. ذهبت إلى المركز الصحى فى «أشمون:» الموظفون العاملون فى الإدارة الصحية يستحقون الإشادة والتحية والتقدير أن أكتب عنهم فى مقالى هذا الأسبوع.. يقابلون الناس بكل احترام ويردون على أسئلة المواطنين دون ضجر أو تأفف، يساعدون الصغير قبل الكبير.. منتهى الاحترام مع الناس.

دخلت مديرة الإدارة وهى طبيبة تمر على جميع المكاتب لتذليل أية عقبات تواجه الموظفين أو المترددين على المركز للحصول على جرعات اللقاح الخاص بفيروس كورونا «كوفيد 19» لم تكن هذه الطبيبة تعرفنى ولكنها قبل أن تتعرف على وأنا جالس فى أحد المكاتب لأنها الإجراءات الخاصة بأخذ اللقاح وقد أشارت إلى الأستاذ أحمد  والأستاذ بدر العاملين فى منظومة اللقاحات بضرورة مساعدة كبار السن والتخفيف عليهم والالتزام بالإجراءات الاحترازية.. عرفها أحد الموظفين بشخصى فقالت: أى خدمة يا فندم تحت أمرك ولو فيه مشكلة بإذن الله نحاول حلها فى أقرب وقت.

الحقيقة أن مصر تتغير داخل العديد من الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية التى تتعامل مباشرة مع المواطنين.. لا أنكر أن هناك بعض الهيئات والمصالح خاصة فى الوحدات المحلية التابعة لوزارة التنمية المحلية والمحافظات بها الكثير من الفاسدين.. أنا شخصيًا استمع يوميًا للعديد من شكاوى المواطنين فى الريف المصرى عن انقطاع المياه وعدم صلاحيتها للشرب وتضارب القرارات وتخليص المصالح من تحت «الترابيزة» على الرغم من تعليمات القيادة السياسية بإقامة حياة جيدة وكريمة للمصريين فى القرى والعزب والنجوع المصرية ومن واجبنا نحو هذا الوطن أن ننقل الصورة بكل شفافية أمام صانع القرار. 

شتان بين الوحدات الصحية والوحدات المحلية فى المحافظات  خاصة فى المنوفية خلال هذا التوقيت وسوف أفرد مقالًا عن النقاط المضيئة والسلوكيات الخاطئة فى منظومة المحليات ومنها أن  محافظة المنوفية ضربت بقرار رئيس مجلس الوزراء عرض الحائط ووضعت شروطًا تعجيزية للمتقدمين للتصالح وقالت لهم من يأتى إلينا يجب أن يكون محضره من عام ٢٠١٧ على الرغم من تعليمات القيادة السياسية بقبول جميع طلبات التصالح طالما تقدم المواطن فى التاريخ المحدد لدفع رسوم الجدية، إحدى الوحدات فى مركز أشمون ضربت بقرار رئيس الوزراء وقرار وزير التنمية المحلية بالموافقة على قبول جميع أوراق المواطنين الذين تقدموا للتصالح مؤخرًا عرض الحائط وخرجت رئيسة الوحدة فى منشور رسمى عبر صفحة الوحدة المحلية تطالب المواطنين أن يتقدموا للتصالح ولكن قبل عام ٢٠١٧ فقط.. ذهب الناس إلى الوحدات المحلية ليصطدموا بهذا القرار المخالف للقرارات الوزارية الأخيرة بشأن قبول كل من تقدموا للتصالح هذا العام ودفعوا جدية التصالح حتى ٣١ مارس من هذا العام،  القرار  المنفرد من الموظفين فى المحليات له تداعيات خطيرة ويضرب بقرارات مجلس الوزراء عرض الحائط ويضيع كل الجهود المبذولة لغلق ملف التصالح فى مخالفات البناء والحفاظ على ما تبقى من رقعة الأرض الزراعية حسب تعليمات القيادة السياسية. 

نحن فى عصر الجمهورية الجديدة التى تكافح الفساد وتضرب على أيدى الفاسدين بلا رحمة أو شفقة وما يحدث فى الريف المصرى خير دليل خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى عازم على تعويض  سنوات الإهمال التى ضربت الريف فى عصور ماضية وتصريحات أمس الأول فى افتتاح بعض المشروعات السكنية الجديدة خير دليل على ذلك. 

لا تعقدوا الأمور على الناس فى الريف وكونوا صادقين مع المواطنين ونفذوا قرارات رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى فيما يتعلق بملف التصالح فى مخالفات البناء. 

ما أجمل شتاء ديسمبر حيث الجو المعتدل وعودة الروح لطبيعتها فقد تعرضنا خلال الأسابيع الماضية لأعلى معدل من الحرارة لم تحدث على مدار السنوات العشر الماضية.  تحيا مصر