الجمعة 13 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حضارة ضد الخزعبلات 7

الأهرام ليست إرم ذات العماد وفرعون ليس رمسيس الثانى ولا ابنه مرنبتاح

واصل الدكتور مدين حامد عالم الآثار ومدرس ترميم وصيانة المخطوطات والوثائق بكلية الآثار جامعة الفيوم تفنيده للخزعبلات التى يتم تداولها حول الحضارة المصرية، ومنها أن الهرم هو صرح هامان الذى بناه لفرعون موسى، والأهرام هى إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد.



وقال: تاريخيا نجد أن أقدم بناء هرمى كان للملك «زوسر» من السلالة الثالثة Third dynasty للدولة القديمة والمعروف بهرم سقارة المدرج، وأن أحدث النماذج الهرمية بناء هو هرم الملك «خند جر» من السلالة الثالثة عشر من عصر الانتقال الثانى 2nd intermediate period، وعليه فإنها كلها قد بنيت وشيدت قبل بناء ذلك الصرح من قبل الوزير هامان هذا بزمن عايشته أربع أو خمس أسرات على أقل تقدير فترة حياة فرعون، وكليم الله موسى عليه وعلى وحسب ما قيل من النظريات التى حيكت حول صرح هامان هذا فقد بنى من الطين أو الطوب اللبن Mud brick وتم حرقه، بينما بنى الهرم الذى يقصدونه هنا من أهرامات الجيزة من الحجر الجيرى Limestone، فضلًا عن اختلاف الشكل والنسق المعمارى فى الحالتين، ما يعد تناقضًا واضحًا قصده تزييف الحقائق حسب هواهم.

وفيما يتعلق بإرم ذات العماد فهى أغلب الظن مدينة قوم عاد التى خسف الله بها ولم تعد لها شواهد قائمة فى وقتنا الحالى، وموقعها حسب دراسات عدة هو صحراء الربع الخالى أو الأردن أو سلطنة عمان، ولا علاقة لها بمصر أو أهراماتها من قريب أو بعيد.

كذلك مما يقال إن فرعون مصر هو رمسيس الثانى أو ابنه مرنبتاح،حيث أكد الدكتور مدين حامد أنه لا يوجد دليل دامغ واحد يساق للدلالة على صدق هذا الطرح لعدة أسباب،هى:

#  حسب آى الذكر الحكيم ورد اسم واصطلاح « فرعون» مجردًا من التعريف بالألف واللام، لذا فهو اسم علم وليس لقبًا ينعت به كل من اعتلى عرش مصر كما روج له حتى من بعض الآثاريين المصريين للأسف، وإذا كان هذا صحيحًا فلم نادى النبى يوسف عليه السلام الحاكم بالملك ولم يناده بالفرعون، وكذلك لم يكن ملك بهذا فى أى موطن أو آية إلا فيما يخص فرعون موسى عليه السلام، وأغلب الظن أنه ليس مصريًا بل من الشعوب المجاورة التى غزت مصر.

#  دل النص القرآنى على أن فرعون كان عقيمًا، ما حدا بزوجه أن تنصحه بأن يتخذ من النبى موسى وهو طفل ولدا بالتبنى، ولم يكن رمسيس الثانى ولا ابنه عقيمًا بل تزوجا وأنجبا، كما لم يعلم عن فرعون أنه أنجب ذكورًا أصبحوا ملوكًا أو حكامًا بعد موته غرقًا مثلما حكم أولاد هذين الملكين بعد موتهما.

#  حتى وإن ذكر عن الرومان أو الرحالة «هيرودوت» عن نعت ملوك مصر بالفراعنة ليس دليلًا على هذا، فهم قد ورثوا هذا مثلما نحن الآن، كما أن الكثير مما ورد عن هيرودوت مشكوك فى صحته، وللأسف كثير من هذه الادعاءات الباطلة استقاها كثيرون من النصوص التوراتية دون تأصيل يذكر، وذلك بتفسيرهم لاصطلاح «بر عو» أى البيت الكبير أو العالى قديمًا أو «بر عا» فى الدولة الحديثة بشكل خاطئ اعتمادًا على التوراة من زاوية واحدة، فلم يرد هذا الاصطلاح رفقة اسم أى ملك من ملوك مصر القديمة.