الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المواطن البسيط.. والحياة الكريمة

المواطن البسيط.. والحياة الكريمة

عندما كتبت الأسبوع الماضى عن واحدة من المشكلات التى كانت تقف حاجزًا فى ملف التصالحات فى القرى وتحديدًا فى المنوفية وتسببت فى تأخر الإنجاز وإتمام عمليات التصالح فى كثير من القرى والعزب والتوابع، ونجمت عن تلك المشكلة  أضرار نفسية للكثيرين من الفلاحين البسطاء، بل كادت أن تخلق حاجزًا نفسيًا بين المواطن والدولة.. تحركت الدولة ونصفت المواطن الغلبان وتم تغيير هذا القرار فورًا. 



وهنا نقف بكل إجلال واحترام إلى دولة ٣٠ يونيو التى جاءت وقامت من أجل هذا الشعب ومن أجل المواطن البسيط فى الريف المصرى.. جاءت الاستجابة إحقاقًا للحق وتنفيذًا لقرارات الدولة ولقرارات مجلس الوزراء ولتوجيهات القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أكد على ضرورة أن تنعم الأسرة المصرية البسيطة فى كل القرى بحياة كريمة مستقرة ويكفى ما عاناه هؤلاء الناس فى سنوات طويلة ماضية بدون كهرباء ولا صرف صحى ولا حتى بيوت أدمية تستر أهل الريف الطيبين وقت الشتاء.. تنزل السيول فتهدم تلك المنازل على رؤوس من فيها والحوادث كثيرة فى كل قرية بالريف المصرى فى الوجهين البحرى والقبلى. 

اليوم تطرق الدولة أبواب القرى لتدخل البهجة والسعادة على هؤلاء الطيبين الذين يسكنون «الدور» القديمة التى لا تزال بالطوب اللبن، تدخل الدولة فى هذا التوقيت لتهدم الماضى بكل قسوته وتبنى حياة كريمة للأجيال الجديدة الخدمات التى لم نكن نسمع عنها مطلقًا.. على سبيل المثال الغاز الطبيعى من منا كان يحلم بأن يصل إلى داره الغاز الطبيعى والصرف الصحى كامل المرافق وكوب ماء نظيف لأولاده.. الآن داخل قريتنا يتم  الإعداد لتوصيل الغاز الطبيعى وإنشاء مجمع للخدمات.. الحياة كلها تتغير فى القرى المصرية التى دخلتها «حياة كريمة». 

من هذا المنطلق علينا أن نكتب عن شكوى البسطاء الذين لا صوت لهم ولايشتكون لغير الله  سبحانه وتعالى.. عندما تقف على باب إحدى الوحدات المحلية وتسمع دعاء الغلابة وهم يرفعون أعينهم إلى السماء ويقولون: «حسبى الله ونعم الوكيل» سيقشعر بدنك إذا كنت تخشى الله عزوجل.. هناك أغنياء فى كل القرى هؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يخلصون مصالحهم بطرق عديدة.  

لا أخفى سرًا أن الفساد منتشر.. والرشاوى منتشرة ومع كل ذلك هناك شرفاء أقسموا بالله على حب الوطن والتصدى بكل حزم للفاسدين والمرتشين فى كل مكان. 

هذا العصر لا مكان فيه للمسئول المتخاذل الذى يجلس فى مكتبه من الصباح حتى المساء وقدوة كل المسئولين وزراء ومحافظين وكل مسئول فى الدولة.. القيادة السياسية الذى لا يمر يوم دون عقده اجتماعات مطولة أو افتتاحات لمشروعات قومية.. أسأل الله عزوجل أن ينعم الله على هذا الرجل بالصحة وطول العمر حتى يستكمل حلمه من أجل رفع راية هذا الوطن عالية خفاقة. 

أشعر بسعادة غامرة عندما أساهم فى حل مشكلة كانت تسبب شعورًا بخيبة الرجاء بين المواطن والحكومة وعندما تأتى الاستجابة من الدولة علينا أن نوجه الشكر والتقدير والاحترام لهذا المسئول الواعى الذى أصدر تعليمات فورية بضرورة حل مشاكل المواطنين من ناحية ومحاسبة  المسئولين المقصرين من ناحية أخرى. 

من هذا المنطلق أنا فى خندق الدولة .. انتهى عصر تبوير الأراضى الزراعية وعلينا أن نفكر فى حلول أخرى بالخروج من الوادى الضيق والانطلاق نحو المدن الجديدة التى تقام للشباب.. وعلى الشباب أن يبنى مستقبله بعيدًا عن القرى المزدحمة بالسكان.. اغتنموا المبادرات التى تطلقها الدولة وإن كنت أتحدث عن محافظة المنوفية فقد سمعت عن مبادرة البيت والخمسة أفدنة فى الوادى الجديد.. لو كانت تنطبق علىَّ الشروط لفعلت.. هذا الوطن تتغير طبيعته الجغرافية فى هذا العصر.. مدن عالمية ذكية استثمارية وفى المقابل مدن شبابية زراعية وصناعية بعيدة عن الزحام فى الوادى الضيق فى الدلتا وبجوار نهر النيل.. لم تعد الخطط القديمة تصلح لمن يريد التطلع لمستقبل أفضل له ولأسرته فى هذا العصر الذى تحولت فيه الصحراء إلى منتجعات عالمية وقرى شبابية تقوم فى الأساس على الزراعة والصناعة. 

لا أخفى سرًا فقد كنت على استعداد لكتابة عدد من المقالات تتعلق بما يحدث فى المحليات ولكن طالما أن المشكلات تحل من قبل المسئولين وهذا هو الهدف الرئيسى من أجل الصالح العام.. تحيا مصر.