الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجواب المختصر

الجواب المختصر

تجذب برامج الفتاوى الدينية انتباه المشاهدين والمستمعين بصورة كبيرة ففوائدها لا حصر لها هذا بالطبع عندما تكون من خلال قنوات وإذاعات معتمدة ومعتدلة وذلك قبل هجوم الفضائيات الغريبة ومواقع الإنترنت المتطرفة.



أتذكر برنامج «فتاوى وأحكام» ومقدمه الشيخ عطية صقر رحمة الله عليه والذى كنا نستمتع بمشاهدته ومتابعته على حداثة السن وقلة المعلومات المتوفرة لدينا.

أتذكر أيضا العديد من البرامج الأخرى المذاعة سواء من خلال التلفاز أو من خلال الإذاعة وأتذكر كيف كنا نفهم السؤال جيدا أما عن الإجابة ففى أحوال كثيرة كنا نضل الطريق فلا نستوعب ما يرد به الشيخ وأحيانا كثيرة كنا نلتفت إلى من هم أكبر منا سنا مستفهمين عن «رأى الدين» وإجابة السؤال هل هى حلال أم حرام أم ماذا.

استمرت تلك الحالة ولكن مع الوقت وزيادة الخبرة أصبحنا نستطيع استخلاص الإجابة من بين الكلمات الكثيرة التى كان يرد بها الشيخ على من يسأله وذلك من بين المقدمة الطويلة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية وقصص السابقين والأبيات الشعرية أيضا.

ومنذ فترة ليست بالقصيرة صادفت برنامجا إذاعيا يتم بثه من خلال إذاعة القرآن الكريم الساعة السادسة والنصف صباحا بعنوان «بريد الإسلام» تقديم الأستاذ محمد عويضة وتقوم فكرته على تلقى رسائل المواطنين والتى تحمل أسئلتهم ويقوم البرنامج بعرض الأسئلة على أساتذة الفقه فى الكليات المختلفة حيث يقومون بالرد برأى الدين.

استمر البرنامج على نفس النهج أسئلة وإجابات مطولة بنفس الأسلوب القديم حتى جاء يوم عرض فيه السؤال على الأستاذ الدكتور محمد قاسم المنسى أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة والذى وجدته قد قسم إجابته إلى قسمين بدأ أولهما قائلا «الجواب المختصر: هذا الأمر حلال» ثم انتقل بعد ذلك فى القسم الثانى قائلا «أما الجواب المفصل فهو...» ثم بدأ فى إعادة إجابة السؤال بصورة تفصيلية مثلما يفعل الآخرون.

شعرت بسعادة بالغة من هذا التقسيم ومن هذا الإيضاح فبالإضافة إلى أنه أسهل وأيسر وخاصة لمن هو غير معتاد على أساليب الإسهاب والاستدلال وإعطاء الأمثلة والاستشهاد بالآيات والأحاديث وروايات السابقين فإن هذا الأسلوب أيضا يجعلنا فى قمة التركيز والفهم والمعرفة لكل ما يقال فى الجواب المفصل بعدما عرفنا خلاصة الأمر فى الجواب المختصر. يبقى سؤال لا أجد له أى إجابة وهو لماذا لا ينتهج باقى الفقهاء والمشايخ نفس النهج لتنظيم الإجابات؟