الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصبارة الراقصة

الصبارة الراقصة

منذ أقل من أسبوع توجهت إلى غرفة النوم مبكرا وما هى إلا دقائق معدودة إلا وكنت قد استغرقت فى نوم عميق، ولأن النوم مبكرا يسبب لى فى الغالب أرقا متوقعا فإننى استيقظت بالفعل فى تمام الساعة الواحدة والنص ليلا بعد ثلاث ساعات فقط من النوم العميق.



وعادة يكون الدخول على موقع الفيسبوك هو ثالث أمر أقوم به بعد شرب بعض من المياه وبعد التعرف على الساعة وحساب عدد ساعات النوم وهو ما حدث بالفعل إلا إننى عند دخولى إلى موقع الفيسبوك وجدت الجميع يتحدث عن الصبارة الراقصة «Danding Cactus» وهى عبارة عن لعبة على شكل نبات الصبار طولها 32 سم وتعمل بالبطاريات وتقوم بترديد ما يقوله صاحبها أثناء تمايلها يمينا ويسارا بأسلوب طريف.

بالرغم من أن تلك اللعبة مصنفة للأطفال حتى سن 6 سنوات على أقصى تقدير إلا أنها قد انتشرت وأصبحت حديث الجميع حتى سن 88 مما ذكرنى بغلاف مجلة الأطفال الشهيرة «سمير» والتى كان يكتب عليها أنها من سن 8 إلى سن. 88 وببحث سريع على مواقع بيع المنتجات والألعاب وجدت أن سعر اللعبة نحو 20 دولار كما أنها انتشرت على مواقع البيع العربية والمصرية بسعر 300 جنيه وسرعان ما قفز إلى 400 أو 500 جنيه فى أقل من أسبوع كما أنه يوجد منها نوعان أحدهما يتم فيه الشحن من خلال وصلة USB والأخرى يتم تشغيلها من خلال بطاريات يتم استبدالها.

وصل الأمر إلى أن أصبحت فقرة مكررة فى أغلب برامج التوك شو المسائية فى مصر كما صدرت العديد من الصورة الضاحكة والتى يطلق عليها كوميك ساو ميمز تحتوى على صورة للصبارة الراقصة منها ما يدل على مدى انتشارها واهتمام الجميع بها تاركين القضايا الأساسية والمصيرية مثل نتائج الثانوية العامة وتنسيق الجامعات وفيروس كورونا ودلتا ملتفين حول صبارة راقصة وصولا إلى «عم ضياء» رمز الكأبة والتشاؤم ساخرا من ارتفاع سعرها وزيادة الاهتمام بتلك اللعبة التافهة موجها حديثه إلى الجميع قائلا «مستعجلين على ايه بكرة تموت ويحطوا لك صبارة ثابتة ببلاش».

ظاهرة الصبارة الراقصة توضح عدة أمور منها قوة شبكات التواصل الاجتماعى ومدى قدرتها على نشر فكرة أو ترسيخ مبدأ أو الترويج لسلعة فى وقت قصير كما أنها تشير إلى مدى نضج مرتادى تلك الشبكات ومتوسط أعمارهم ومدى احتياجهم إلى أى تقليعة جديدة تعطيهم لحظات من المرح والبهجة حتى وإن كانت لعبة أطفال أقل من سن المدرسة.