الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القاهرة ـ بغداد.. مسافة السكة

القاهرة ـ بغداد.. مسافة السكة

المؤرخ العظيم جمال حمدان عاشق مصر العبقرى كتب عنها يقول: «ببساطة إن مصر، أقدم وأعرق دولة فى الجغرافيا السياسية للعالم، غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة، مصر هى «قدس أقداس» السياسة العالمية والجغرافيا السياسية».



على هذه المقولة تسير الجمهورية الجديدة ودولة ٣٠ يونيو التى أصبحت مؤخرًا كنسر عظيم يفرد جناحيه ليشق عنان السماء.. يعلو ويرتفع ليكشف ببصره الحاد كل الحدود والتضاريس فى منطقة الشرق الأوسط. 

تابعت عن قرب مؤتمر دعم العراق.. أسعدنى هذا التطور العظيم فى السياسة الخارجية المصرية.. والأكثر سعادة تلك الرؤية للقيادة السياسية التى لا تهدأ ولاتمل ولا تغفل عن مصالح هذا الوطن والشعب وكيف استغلت الجمهورية الجديدة الموقع الفريد لمصر وأصبحنا نفكر كيف يمكن أن نستفيد اقتصاديًا وأن نوقع معاهدات واتفاقيات وشراكات اقتصادية تعزز من النمو والتطور الكبير للاقتصاد المصرى رغم كل التحديات التى تواجه العالم جراء فيروس كورونا. 

وصدق  نابليون فى قوله: «قل لى من يسيطر على مصر، أقل لك من يسيطر على العالم» . 

دولة العراق الشقيق تعرضت للكثير من التخريب والتدمير منذ الغزو الأمريكى لبغداد.. وجاء الخريف العربى ليقضى على ما تبقى من مقدرات وثروات هذا الشعب.. اليوم تمد مصر يدها إلى إحدى أهم الدول العربية لتبدأ مرحلة جديدة من التعاون والتكامل الاقتصادى من خلال محور الشام بين مصر والعراق والأردن. 

  القمة  التى عقدت بالعراق هى خطوة فى طريق عودة بغداد إلى دورها التاريخى الكبير فى الإقليم، خاصة بعد المجهود الذى بذله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى لفتح آفاق جديدة مع  العديد من دول الجوار فى المنطقة خلال الشهور الماضية. الكاظمى الذى وصل إلى السلطة فى مايو 2020 يطمح فى عودة العراق إلى حضن الوطن العربى مرة أخرى بعد سنوات القطيعة.. كل الأمنيات الطيبة لهذه الدولة التى تركت فراغًا فى جسد الوطن العربى لسنوات ماضية أن تعود بقوة لتعوّض ما فاتها فى سنوات ماضية.. وكما قال الرئيس السيسى «خلال القمة»: إن الثوابت الراسخة للسياسة المصرية تدعم العراق وتعظم دوره القومى العربى، فضلًا عن تقديم الدعم الكامل للشعب العراقى على مختلف الأصعدة، ومساعدته على تجاوز جميع التحديات، لا سيما ما يتعلق بحربه على الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار، سواء فى إطار آلية التعاون بين الدول المجتمعة، أو على المستوى الثنائى من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين تعتمد على التكامل وتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.. نسأل الله العلى العظيم أن تعود الدول العربية لتصبح جسدًا واحدًا لمصلحة شعوبها ومستقبل أبنائها.

 تحيا مصر.