السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الملك زوسر

الملك زوسر

ولد عام 2686 ق.م، ويعود إلى الأسرة الثالثة، وأباه الملك خع سخموى وأمه نيما إيثب، وكانت زوجته تدعى بجتب حور نبتي، وله تأثير كبير فى عهده إذ يُعتبر أحد الأشخاص المؤسّسين للدولة القوية فى الحقبة القديمة، وهو الشخص الذى أمر ببناء الهرم المدرّج وهو أوّل بناء هندسى مشيّد من الحجر الكبير فى تاريخ البشريه، وذكر المؤرخ الفرعونى مانثو، أن زوسر حكم لمدة 29 سنة(2640ق.م - 2611ق.م). 



اتخذ زوسر من منف،عين شمس، عاصمة وقام باستخراج النحاس و التركواز من سيناء مما أمن له ثروة ضخمة مكنته من القيام بأعمال إنشائية ضخمة.

وسع دولته جنوبا بعد أن بسط نفوذه على النوبيين وأقام بسقارة المجموعة الأثرية الهائلة التى يتوافد السياح إليها: والتى تتكون من حرم محاط بسور يبلغ طول محيطه 1600م، يحمى سلسلة من المنشآت الصورية فى ، وجميعها معظمها، ونماذج للقصور، ومعابد الأعياد تعد جزءا مكملا للمقبرة الملكية، وتتكون هذه المقبرة من مجموعة الممرات والقاعات المتشابكة مع بعضها تحت الأرض، يعلوها هرم ذو ستة مدرجات (يبلغ ارتفاعه اثنين وستين مترا). وقد بلغ الفن المعمارى درجة الكمال عند تشييد هذه المنشآت التى اعتمدت أساسا على فكرة إحلال الحجارة محل المواد الخفيفة (مثل الخشب والبوص). كما يعد تمثال الملك جسر بمثابة أول تمثال حجرى ذات مقاييس طبيعية معروفة لنا حتى الآن. وينسب هذا التطور الفنى فى الأسلوب إلى وزيره «إمحوتب أحد أهم الشخصيات التى عاصرت عهد الفرعون زوسر وكان الطبيب والمهندس والفلكى إمحوتب وزيرا ومستشارا للملك زوسر، فكان «رئيسا للبلاط الملكى» و«مدير أعمال منشآت الملك» . وطبيبه الخاص ووصل تقدير المصريين القدماء لشخص المهندس «إيموحتب» أن تم تقديسه فى عصور لاحقة حتى وصل إلى مرتبة الآلهة وهو ما يظهر واضحا فى نقوش معبد الإله سوبك فى مدينة كوم إمبو بالقرب من أسوان، حيث تمت عبادته كإله للطب كما هو مسجل خلف قدس أقداس معبد كوم أمبو ويعرف الآن فى الأوساط الطبية انه اول طبيب فى تاريخ البشرية.

ويعدّ الملك زوسر من أقوى الملوك الذين حكموا مصر فهو أول فرعون يرسل حملات إلى وادى المغارة فى سيناء لاستخراج النحاس والفيروز. وتوجد لوحة منقوشة لزوسر فى هذا الوادى تبينه يضرب أحد الأعداء. 

تميز حكمه بالعدل والمساواة والتقدم والازدهار وبناء العديد من الأبنية، والتفرد والتميز فى استخدم مواد وأحجار جديدة فى التشييد والبناء، وظل هذا الملك يقدم للعصر الفرعونى الكثير حتى توفى عام 2600 ق.م.

كانت عبادة الشمس هى العبادة السائدة فى عهده، وفى عهده أيضًا تم بناء التقويم المصرى بواسطة كهنة الملك رع، وهوأول من أصدر ما يعرف حاليا بالتعديلات الدستورية حيث أصدر الملك زوسر ما كان يسمى فى العصر الفرعونى باسم (حب ست) وهو عبارة عن مجموع من المواد بلغ عددها 13 مادة، تحدد اختصاصات كل من الملك والكاهن الأعظم ورئيس البلاط، كما انها تحدد فترة حكم الملك الذى كان حكمه ينتهى بموت الملك، وبلغت هذه الفترة حوالى 30 عاما، وهذه أقصى مدة وبعد أن يقوم الملك بتأديتها، يتم اعداد احتفال كبير له وتولى شخص آخر مكانه. ويعتبر الملك زوسر هو أول الملوك الفراعنة الذين قاموا بتوحيد جيش المدن المصرية فى ذلك الوقت وتقويته، حيث انه وجد بعض النقوش التى تشير الى  وجود مكان لإدارة الجيش. وكان أهم ما عنى به زوسر هو حماية البلاد من الغارت الأجنبية, التى كانت تجتاح البلاد من أطرافها, خاصة من أهل البدو. ولذلك قسم حدود البلاد إلى مناطق أطلق عليها اسم (أبواب المملكة) والتى يمكن أن ينفذ منها العدو إلى داخل القطر وجعل فى كل منها حامية, وقد نصب على كل من هذه حاكم خاص يلقب (مرشد الأرض) «سشم تا» وقد كانوا  مسئولين عن النظام والأمن فى هذه المناطق.ويروى أيضا  أن الملك «زوسر» أقام سوراً من أسوان إلى الفيلة يبلغ طوله نحو 12 كيلو متر ليضمن سلامة حدوده الجنوبية، وأقام أيضا قلعة وأطلق  عليها اسم «بطولة البحرين، ويعد «زوسر» أول ملك بنى لنفسه مقبرتين ’المقبرة الأولى: بصفته ملكاً للوجه القبلى وكانت على شكل مصطبة ضخمة من اللبن وهى واقعة فى شمال العرابة المدفونة فى بيت خلاف, غير أنه على ما يظهر لم يرض بأن تكون مقره الأخير فقام ببناء المقبرة الثانية (هرم زوسر المدرج).

فقد قام المهندس المعمارى والوزير العظيم «إمحوتب» ببنائها باعتباره ملكاً للوجه البحرى ويعد هذا الهرم واحدا من أروع الأبنية التى بنيت حتى يومنا هذا، 

وبناء هرم زوسر يعتبر رمزاً.. فقد جاء مئات العمال من كل أنحاء مصر لبنائه تأكيداً على وحدة مصر. 

ويُعد زوسر أحد الملوك ذوى التاريخ المتميز فى مصر القديمه،وقد تم ذكر اسم زوسر باللون الأحمر فى بردية تورين؛ وذلك لتمييزه عن باقى ملوك الفراعنة القدماء.