الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
20 سنة إدارة (1)

20 سنة إدارة (1)

بعد مرور 20 عاما على بداية تقلدى المناصب الإدارية أستطيع أن أجمل الحديث قائلا: إن الإدارة علم وفن وتجارب متميزة وهى ما يطلق عليها تعبير «أفضل الممارسات»...ثقافة الشعوب والقيم السائدة تضفى على اسلوب الإدارة طابع خاص.. القياس هو حجر الأساس.. الجملة الشهيرة فى أول درس إدارة.. «ما لا يقاس لا يدار».. ببساطة لا يمكن الوصول الى نتائج واعتبار اسلوب الادارة جيد وقد أتى بثماره أن لم يمكن لدينا  قياس للشىء الذى نديره.. الرؤية والقيادة مرحلة سابقة على مرحلة الإدارة.. مثل قائد السيارة.. يعرف أين يريد أن يذهب.. أسلوب استخدام السيارة للوصول الى الهدف هو الإدارة.. أنه ببساطة الفرق بين «ماذا تفعل» و«كيف تفعل».. مؤشرات الاداء اساسية.. سواء عند الانتهاء أو المؤشرات المرحلية....يفضل دائما وجود نقاط مرحلية لإعادة ضبط البوصلة وتقليل الفقد وزيادة كفاءة العملية الإدارية.. للوصول الى الهدف وتحقيقه باقل خسائر وبأقل وقت وأعلى ربحية وبالكمية المناسبة....العامل البشرى هام جدا.. فالإدارة فى الاغلب الأعم ستكون مرتبطة بالبشر.. هذا إن لم تكن إدارة للبشر ذاتهم..…



التخطيط هو حجر الزاوية فى الإدارة..اضف اليه المتابعة.. فى اعتقادى أن المتابعة لا تقل اهمية عن التخطيط.. أعرف أن الكثيرين ينظرون الى المتابعة على أنها جزء مكمل.. خبرة السنوات وما نتعرض له يوضح أن المتابعة أحيانا تكون أكثر اهمية من التخطيط... لها أهداف وتحقق نتائج مباشرة وغير مباشرة... تضبط الاداء والسلوك التنظيمى أيضا.

يمكن تقسيم الانماط البشرية من الموظفين إلى أربعة أنواع اساسية.. النوع الأول هو ما يطلق عليه «المبادر»... هذا النوع لا يكتفى بما هو مطلوب منه.. بل إنه يقرا ويبحث ويقترح تحسينات واضافات للعملية والمنتجات بل ويضيف إليها.. يبقى متحمسا ومتقد الذهن طوال الوقت...انه النوع الانسب لكافة المؤسسات بلا استثناء.. أن وجدت 1% من العاملين معك من هذه النوعية فانت محظوظ ومؤسستك أو شركتك ستتقدم.. إنها وصفة مجربة.

النوع الثانى يطلق عليه «المنفذ».. هذا نوع دقيق ونشيط.. يقوم بما هو مطلوب منه بالتمام والكمال.. فى الوقت المطلوب وبالجودة المطلوبة أيضا.. لا يدخل أى تحسينات أو اضافات وبالطبع لا يبادر بأى افكار داخل أو خارج الصندوق.. لا تقسو عليه فهذه هى طبيعته.. لا يستطيع الإضافة.. ولكنه منفذ جيد لكل ما تطلبه منه ولكن احترس فهو لن ينفذ أى شيء إضافى تراه اساسيا مالم تطلبه منه صراحة…

النوع الثالث يطلق عليه «المحدود».. هو محدود الامكانيات والفكر والمجهود... لا ينجز المهام المطلوبة منه كما ينبغى مثل النوع الثانى وبالطبع هو لا يبادر اطلاقا لأنه ببساطة محدود.. قد يختلط عليك الامر بينه وبين النوع الرابع الذى سيأتى ذكره بعد قليل ولكنه مختلفا عنه تماما فهو فى حقيقة الأمر «محدود».. تلك امكانياته ولا يمكنه تحسينها إلا بقدر ضئيل جدا لن يمكنه من القفز الى النوع الثانى إلا فيما ندر وبالطبع انتقاله الى النوع الأول اشبه بالمستحيل.

النوع الرابع هو الأخطر على الاطلاق ويمكن تسميته «المراوغ» هذا النوع له اشكال متعددة ولكن خلاصة النتيجة النهائية لا شىء.. لن ينجز أى شىء.. بالرغم من قضاء ايام واحيانا سنوات فى العمل ولكن النتيجة كما يقول التعبير الإنجليزى Big Fat Zero ... قد يكون أكثر ذكاء وموهبة من النوع الأول ومن النوع الثانى... ولكنه يراوغ طول الوقت.. يدخل فى التفاصيل ويبحث عن الثغرات والأعذار.. تكون النتيجة النهائية منعدمة تقريبا ولكن لا تستطيع بسهولة اثبات الخطأ أو تحميله المسئولية.

بالطبع يوجد أنواع أخرى... وبالطبع لا توجد حدود فاصلة محددة بين الأنواع الأربعة فقد يحمل احدهم صفات من نوعين أو أكثر.. أو يكون ميال أكثر الى نوع دون الآخر…

لا أريد أن يكون ختام المقال وعظا.. ولكن مراقبة الله هى الفيصل وهو الذى يجازى كل منا فمهما استطاع أحد أن يتحايل على القواعد أو يستغل أو يبتز.. فإن حكم الله وجزاءه يكون دائما عادلا.....