الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مدينة العريش.. ودماء الشهداء

مدينة العريش.. ودماء الشهداء

عندما تجلى الله على سيناء اختار الله هذا المكان الفريد، وأيقن الأنبياء والرسل والصالحون والمفكرون وحتى السياسيون أن هذه الأرض مختلفة عن غيرها وأن تلك البقعة المباركة بها من الأسرار ما لا يعلمه غير الله سبحانه وتعالى. 



تُعتبر مدينة العريش مركزًا إداريًا لمحافظة شمال سيناء، ومن أكبر المدن فيها من حيث التعداد السكانى، بالإضافة إلى أنها من أكبر المدن على مستوى شبه جزيرة سيناء، وتُشرف على الطريق البرى الواصل بين مدينتى القنطرة ورفح، ولها أهمية كبيرة نظرًا لوجود ميناء بحرى ومطار مدنى ومتحف تراثى وقصر ثقافة من أجمل القصور الثقافية التى قامت الدولة ببنائها وافتتاحها مؤخرا. 

الأسبوع الماضى اتصل بى العميد محمد نبيل وكيل وزارة الثقافة رئيس إقليم القناة وسيناء يدعونى لزيارة مدينة العريش وحضور بعض الفعاليات الثقافية وإلقاء محاضرة عن دور الإعلام فى التنمية خلال الجمهورية الجديدة والمشاركة فى تكريم والدة الشهيد مؤمن نعمان ضابط الشرطة الذى استشهد فى العريش بعد أحداث يناير.. اعتبرت هذه الدعوة بمثابة شرف كبير أن أتنفس هواء سيناء وأن أتوضأ بمياه سيناء المباركة.. هذه الأرض هى قبلتى أحج إليها واعتمر وتتغير كل ذرة فى جسدى عندما أضع قدمى على رمالها الطاهرة. 

رغم المسافة التى قطعناها من القاهرة وحتى مدينة العريش التى لم أزرها منذ أكثر من ١٥ عامًا شاهدت تغييرًا كبيرًا فى الطرق الجديدة والأنفاق التى ربطت سيناء بالوادى والدلتا وهذا العمق الفكرى والاستراتيجى لكسر العزلة بين شبه جزيرة سيناء والوطن والتى دامت لسنوات طويلة بعد تحرير هذه الأرض الطاهرة من أيدى العدو.. ونحن فى الطريق الأوسطى لمحافظة شمال سيناء ترحمنا على شهدائنا الأبرار وعلى روح الزعيم الخالد أنور السادات. 

دخلنا مدينة العريش والتى أصبحت آمنة مطمئنة تسير فيها الحياة على قدم وساق لاستكمال البنية الأساسية لمرافق المدينة ورفع كفاءة المبانى الحكومية وإنشاء تجمعات سكنية جديدة بالإضافة إلى إقامة طريق جديد تحده من الجانبين مشروعات زراعية وصناعية خلال المرحلة المقبلة. 

العريش وأهلها ورجال القوات المسلحة ورجال الشرطة انتصروا على الإرهاب بفضل الله ويكتبون تاريخًا جديدًا من الأمن والاستقرار والبناء والتعمير لتصبح سيناء أحد أهم المناطق الجاذبة للمستثمرين وللشباب المصرى الذى يريد بناء مستقبله فى الأرض المباركة وقد كان لقرار القيادة السياسية بإصدار توجيهات رئاسية لفتح باب التوطين وإقامة تجمعات زراعية وصناعية فى سيناء وتحديدًا فى محافظة شمال سيناء دورًا مهمًا سيحدث نقلة كبيرة فى هذه المنطقة. 

شاهدت فى العريش العلم والفن والثقافة والتراث العظيم لأهالى سيناء رجالًا ونساءً وشبابًا وحتى أطفال العريش يتطلعون إلى مستقبل يليق بمن يعيشون فى أطهر بقاع الدنيا التى تجلى الله عليها من فوق سموات سبع. 

سيناء هى قلب هذا الوطن فيها من الخيرات والنعم والإمكانيات الواقعية ما يجعلها من أكبر المناطق التى تحتوى على المواد الخام وفيها أرض مباركة تنتظر من يلقى البذر ويسقى الماء فتكشف الأرض عن خيراتها الزراعية ولكل من سافر إلى الخارج وشاهد الشواطئ السياحية فى أى بقعة فى العالم سيعرف جيدًا القيمة والنعمة التى  تتمتع بها الشواطئ المصرية خاصة فى سيناء جنوبها وشمالها.. لابد من الإسراع فى عملية التوطين.. هذا المشروع العظيم الذى توليه القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا حتى نستطيع الحفاظ على هذه الأرض المباركة. 

كل التحية والاحترام لرجل من رجالات القوات المسلحة اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على هذا الجهد المبذول على أرض الواقع لتنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة الانتهاء من  المشروعات التنموية للمحافظة والاستعداد لافتتاح بعضها خلال الأيام المقبلة فى احتفالات أكتوبر المجيدة.. شكرًا على حفاوة الاستقبال ومتعكم الله بالصحة والعافية.. وخالص الشكر للواء ممدوح أبوزيد مدير الأمن على ما شاهدناه من استقرار أمنى وانضباط وإخلاص فى العمل لكل رجال الشرطة فى شمال سيناء. تحيا مصر.