الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
أكتوبر.. من العبور إلى التنمية

أكتوبر.. من العبور إلى التنمية

مع بداية شهر أكتوبر العظيم تسرى فى عروقنا دماء العزة والكرامة.. دماء الشرف والوطنية.. إنها الدماء الزكية التى اختلطت برمال سيناء فى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.



هذا الشهر المبارك علينا أن نغتنم فيه الفرصة لكى نوضح لجيل الشباب كيف ضحى الآباء والأجداد بأرواحهم من أجل أن نعيش فى عزة وكرامة.. هؤلاء الرجال صدق فيهم قول الله عزوجل «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا». 

الاحتفال بنصر أكتوبر من وجهة نظرى قد تعدى إقامة مؤتمر أو ندوة أو احتفالٍ عادى نشاهده منذ سنوات طويلة أو حتى انتظارنا لمشاهدة فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى».. الاحتفال الحقيقى بنصر أكتوبر فى هذا التوقيت يكون بزيارة المشروعات القومية التى أقيمت فى السبع سنوات الماضية من خلال دولة ٣٠ يونيو. 

القيادة السياسية قد وجهت بضرورة أن يشاهد رجال الإعلام والصحافة تلك المشروعات العالمية والتى تم تنفيذها فى توقيتات قياسية وخبرات وأيٍد مصرية وبأعلى معدلات من الإتقان والاحترافية.. من هذا المنطلق أريد أن يرى شباب مصر من كل الأعمار والفئات العمرية حجم الانتصار الذى عبرته الدولة بداية من عام ٢٠١٤ حتى هذه الساعة التى تطالعون فيها هذا المقال. 

العبور فى أكتوبر كان من الهزيمة  فى ٦٧ إلى النصر فى ١٩٧٣.. وفترة من بعد يناير ٢٠١١ مرورا وحتى ٢٠١٣ كانت مصر انتهت ووصلت إلى مرحلة الموت إكلينيكيًا.. كانت حدودها الأربعة ملتهبة.. وجاءت ٣٠ يونيو التى أعطت لهذا الوطن قبلة الحياة من جديد.. لماذا نختذل ذكرى النصر فى عروض فنية أو احتفالات تقليدية نريد واقعًا ملموسًا لكى يشاهد كل المصريين المشروعات القومية التى عبرت بنا إلى العزة والكرامة فى هذه المنطقة.. أين الوزارات المعنية.. وأين الأحزاب السياسية لماذا لايذهب الناس من الصعيد ومحافظات الوجه البحرى لمشاهدة العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة ومشروعات الأنفاق فى محافظات القناة والمشروعات الزراعية التى أقامها جهاز الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة؟.. الدولة انتهت من مشروعات عملاقة فى بضع سنوات كان من المفترض أن تنفذ خلال عشرات السنين.. ما أسهل الهدم ولكن ما أصعب البناء فى هذا الوطن.. كل مشروع وراءه قصص من النجاح كتبت بالدم فى بعض الأحيان وكتبت بالعرق والجهد والسهر ليلًا ونهارًا. 

معركة بناء مصر لا تقل عن معركة العبور وعلى الوزارات والهيئات والمصالح دور فى تبصير كل مصرى على أرض الواقع أين كنا وكيف أصبحنا؟. 

أنا مع رحلات اليوم الواحد لتفقد المشروعات التنموية فى كل مكان ولتكن الانطلاقة من ذكرى أكتوبر ولتحدد كل محافظة أقرب المشروعات التى نفذت خلال السنوات القليلة الماضية لكى يشاهد كل أبنائها هذه المشروعات حتى يعلم الجميع حجم الجهد الذى صنعه المصريون على أرض الوطن.

معركة الوعى لن تنتهى فى القريب العاجل كما يتخيل البعض.. الأساليب تتطور يومًا بعد يوم والحرب على شبابنا لن تنقطع حتى قيام الساعة خاصة أن القوى الظلامية لا تريد لهذا الوطن أن ينصلح حاله وحال أبنائه من الأجيال الجديدة. 

كل قلوبنا وأرواحنا مع قواتنا المسلحة الحامية للحدود الساهرة على الثغور الواقفة كالجبال لرد المعتدين.. كل التحية لرجال الشرطة فى الداخل لحفظ الأمن والدفاع عن حقوق المواطنين، كل التحية لهؤلاء الرجال الذين سطروا بعرقهم وسهرهم ملحمة البناء والتعمير فى الجمهورية الجديدة. تحيا مصر..