الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مخاطر مجتمع الأعمال فى عصر المعلومات

مخاطر مجتمع الأعمال فى عصر المعلومات

أصدرت مجموعة بيزلى Beazley المتخصصة فى التأمين على الأعمال استطلاعًا للرأى خلال الشهر الجارى –سبتمبر 2021-شمل نحو ألف مدير تتنفيذى لعدد من الشركات بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة فى عشرة مجالات أعمال مختلفة حيث شمل الاستطلاع عددًا من المخاطر التى تتعرض لها مؤسسات الأعمال وتم تقسيمها إلى أربعة أقسام هى الهجمات السيبرانية والجمود المرتبطة بعدم القدرة على إطلاق الطاقات الإبداعية بالمؤسسات وأيضًا المخاطر التقنية المرتبطة بعدم تطوير الأنظمة الفنية واستخدام الحديث منها وأيضًا تلك المرتبطة بموضوعات وقضايا الملكية الفكرية.



والحقيقة فإن مجالات المخاطر المذكورة تحتاج إلى وقفة تأمل قبل سرد نتائج الاستطلاع فالخطر الأول والمرتبط بالهجمات السيبرانية على الأنظمة والشبكات الخاصة بمؤسسات الأعمال ربما يكون معروفًا و مقدرًا كخطورة متزايدة الحدوث خاصة فى ظل الانتقال السريع نحو أدوات التحول الرقمى كجزء أساسى وكعامل رئيسى لزيادة فاعلية أداء الأعمال خاصة فى حقبة جائحة كورونا وما بعدها Post Corona Era.

أما الخطورة الثانية المرتبطة بعدم قدرة المؤسسة على الإبداع والابتكار أو قلة الاهتمام به فإنها خطورة ربما يراها الكثير من أصحاب الأعمال كنوع من الرفاهية أو أنها أمر غير واجب ولا يدخل فى التوجه الاستراتيجى لخطط تلك المؤسسات.

الخطورة الثالثة والمرتبطة بمدى قدرة تلك المؤسسات على تحديث الأنظمة الفنية الموجودة لديها من خلال استقدام واستخدام أحدث التقنيات على مستوى المكونات المادية والنظم والبرمجيات وقواعد البيانات وأساليب الاتصال فإنها أيضا أمر يجب التوقف عنده خاصة لأن العديد من أصحاب الأعمال لا يرون ضرورة للتطوير طالما الأنظمة الفنية الموجودة حاليا تفى بالغرض تمامًا على الأقل من وجهة نظرهم وارتباط ذلك بنجاح الشركة والربحية المحققة لها.

الخطورة الرابعة خاصة بالملكية الفكرية Intellectual property  لأدوات العمل وكذا أيضا للمنتجات والخدمات التى تقدمها المؤسسة وهى قضية مهمة ومفصلية ربما نرى أثرها بقوة فى شركات البرمجيات ودور النشر للكتب والإصدارات المختلفة وكيف أن قضية كهذه ربما تقضى على منظومة المؤسسة وتتسب فى خسارات فادحة وربما ديون تلاحق أصاحبها بعد إغلاق تلك المؤسسات قسرًا.

الاستطلاع تم كما سبق الإشارة على مؤسسات أعمال بكل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة حيث جاءت النتائج المجمعة لتشير إلى أن ترتيب تلك المخاطر كان كما يلى: 34% للمخاطر السيبرانية يليها نسبة 30% للجمود فى الإبداع والابتكار ثم 26% فى الشق المرتبط بالتطوير التكنولوجى ثم فى النهاية 11% فى القضايا المرتبطة بالملكية الفكرية.

التقرير التفصيلى متاح مجانًا على شبكة الإنترنت من خلال الموقع الإلكترونى للشركة ولكن يبقى السؤال عن مؤسسات الأعمال فى عالمنا العربى كيف يرى أصحابها المخاطر الكبرى وكيف يستعدون لها.