الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حرب الاستنزاف مفتاح نصر أكتوبر المجيد

حرب الاستنزاف مفتاح نصر أكتوبر المجيد

حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم كما أطلق عليها بعض الإسرائيليين، استمرت لنحو ثلاث سنوات وفى ثلاث مراحل، أولاها مرحلة الصمود، كان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعى عن الضفة الغربية لقناة السويس، والثانية مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة، والثالثة ومع تصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلقت عليها مرحلة التحدى والردع، وذلك من خلال عبور بعض القوات والإغارة على القوات الإسرائيلية.



والذى جعلنى اكتب هذه المقالة هو عندما تلقيت دعوة من مدير متحف القوات الجوية منذ شهرين لزيارة المتحف، فقررت الذهاب بصحبة أبنائى وأحفادى وبعضهم مقيم بإنجلترا وكندا وموجودون بالقاهرة اثناء العطلة الصيفية وبعض أقاربى ليشاهدوا تاريخ القوات الجوية التى شرفت بالخدمة بها عشرين عامًا اعتبارًا من عام 1968، فكنت شاهدًا على هذه الأحداث المصيرية فى تاريخ مصر، بالمشاركة فى حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم. ذهبت الى المتحف فى الصباح الباكر بصحبة هذه المجموعة التى تمثل ثلاثة أجيال من ابناء مصر وفوجئنا بما يحتويه هذا المكان الرائع من نماذج لجميع الطائرات التى دخلت خدمة القوات الجوية منذ إنشائها عام 1932 الى اليوم، مع شرح متميز عن كيفية اتمام عملية الطيران ويحتوى أيضا على قاعات كبيرة شاهدنا فى احداها فيلمًا عن نصر أكتوبر العظيم بعنوان درع وسيف وفيلم عن معركة المنصورة الجوية اطول معركة طيران فى العصر الحديث، وفى نهاية الزيارة تفقدنا قاعة الشهداء لأبطال القوات الجوية الذين استشهدوا فى حرب الاستنزاف.

بدأت أحداث حرب الاستنزاف فى اول يوليو وبعد انتهاء حرب يونيو 1967 بعدة ايام بمعركة رأس العش، وتعتبر هذه المعركة هى الشرارة الأولى لهذه الحرب، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلال مدينة بور فؤاد، فصدتها عن المدينة قوة من الصاعقة المصرية، وخلال يومى 14 و15 يوليو 1967، نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية جريئة ضد القوات الإسرائيلية فى سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، وكذلك معارك المدفعية فى قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر1967.

ثم الحدث الكبير وهو إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات فى يوم 21 أكتوبر 1967. وكانت خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، كما كانت خسائرها كبيرة فى الأرواح. وتوالت الانتصارات المصرية فى المرحلة الثانية بنشاط من القوات البحرية التى اكتشفت هدفًا مائيًا شمال الإسكندرية، فاشتبكت معه الدوريات البحرية وأغرقته، ثم اتضح أنها غواصة إسرائيلية اسمها داكار، وبها 69 بحارًا كانوا فى طريقهم من بريطانيا إلى إسرائيل1969 وفى المرحلة الثالثة قامت مصر بثلاث عمليات تحت إشراف الضفادع البشرية البحرية المصرية بداية من ميناء إيلات وتدمير بعض القطع البحرية، ثم تدمير الحفار فى أبيدجان بساحل العاج، الذى كان متوجهًا بواسطة الاسرائيليين إلى خليج السويس ليقوم بإنتاج بترول مصرى لصالح اسرائيل.