الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السينما وتاريخ مصر

السينما وتاريخ مصر

على مدار مائة عام من ظهور السينما فى مصر، أنتجت المئات من الأفلام السينمائية التسجيلية والروائية والغنائية والوثائقية، التى تحولت إلى تاريخ لهذه الحِـقبة الزمنية المُـهمة من تاريخ مصر.



يعتبر المؤرخون السينمائيون منتصف عام 1907، هو بداية التاريخ للإنتاج السينمائى المصرى.

والتى شهدت تحوّلها من الحُـكم الملكى إلى الحُـكم الجمهورى قبل أكثر من 60عامًا.

السينما المصرية التى شهدت سلسلة من الأفلام الخالدة من نوعية «الناصر صلاح الأيوبى، و»شىء من الخوف»، والثلاثية الشهيرة للأديب نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب، و«العزيمة»، الذى يأتى على رأس أفضل مائة فيلم مصرى، باتت فى الآونة الأخيرة فى حال يُـرثى لها، بعد أن أصبحت الأفلام تستخدم مصطلح الاستهلاك السريع «تيك آواى»، والحقيقة أن   الأفيشات» وصلت لأدنى مستوى من الكلمة.

السينما المصرية لعبت  دورًا لا يقل أهمية عن الخُـطب السياسية ومقالات كِـبار الكتاب فى حِـقبة ما بعد الإطاحة بالحُـكم الملكي، ولا يزال الجمهور  يتذكَّـرون فيلم «رُدّ قلبي» لأديب الثورة يوسف السباعي، والذى جسَّـد فيه حال الأسرة المصرية إبّـان العهد الملكي، وكيف كان أبناء الأسَـر الفقيرة محرومين من التّـعليم، ولا حظ لهم فى الوظائف العُـليا، إلا بوساطة «باشاوات» هذا الزمن.

كما استخدم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر السينما فى التعبير عن أشياء كثيرة، وقفت وراء الثورة وساهمت فى نجاحها ودعمها، كما كانت بعد رحيله أداة استخدمها مُـعارضو الثورة فى الكشف عن الكثير من سيِّـئاتها، من نوعية أفلام «الكرنك»، و«البريء».

كذلك، وثّـقت السينما خلال مسيرتها لأحداث مهمَّـة، فى مقدمتها سلسلة الحروب التى خاضتها مصر مع إسرائيل، ابتداءً من حرب 1948 وحتى حرب أكتوبر 1973، وأنتجت الكثير من الأفلام الخاصة بهذه المناسبات، كان النصيب الأكبر منها للحرب الأخيرة، التى حقق فيها المصريون انتصارًا، هو الأول على إسرائيل.

ولكن فى هذه الفترة  المهمّـة من تاريخ مصر، باتت السينما إلى حدٍّ كبير معزولة عن الواقع ولا تتعرّض لما يدور من تغييرات اجتماعية أو حتى أحداث تاريخية، وكانت فى الماضى.

بمثابة مِـرآة عكست بحِـرفية شديدة تاريخ مصر والعالم خلال القرن الماضى، وشكَّـلت سًـندا قويًا لكثير من الثورات، التى شهدتها مصر بدءً من ثورة عُـرابي، مرورًا بحادثة دنشواى ودور الزعيم الوطنى مصطفى كامل فيها، وثورة 1919، ثم ثورة 23 يوليو 1952 وانتهاءً بما نَـعيشه ونحيَـاه الآن، لذا، فالسينما هى خير شاهِـد على المائة عام الماضية.

ولكن لا تزال السينما المصرية تعانى من تقصير ملحوظ فى تسجيل الأحداث التاريخية الهامة أو إلقاء الضوء على الشخصيات التاريخية التى أثرت فى أحداث التاريخ المصرى. وللحديث بقية