الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المعاهد الأزهرية.. بين الانضباط والانفلات

المعاهد الأزهرية.. بين الانضباط والانفلات

كانت المعاهد الأزهرية قديمًا صروحًا للعلم وقبلة للعلماء فى جميع التخصصات.. الفقه والنحو والعلوم الشرعية وحتى اللغات والرياضيات ,كان شيخ المعهد ذا شخصية قوية نافذ الكلمة يخشاه  المدرسون قبل الطلاب.. رحمة الله على شيخى فى المعهد فضيلة الشيخ عبدالله خالد فتح الله شيخ معهد شبرا الخيمة الدينى كان إمامًا بحق قبل أن يكون شيخًا للمعهد يكسوه النور والقوة والحلم والعلم ذا بصيرة نافذة وشخصية حازمة.. رغم الإقبال الكبير على التعليم الأزهرى وارتفاع الكثافة الطلابية فى التسعينيات كان الحزم والحسم والانضباط سيد الموقف داخل المعهد لا يجرؤ أحد على  التأخر للحاق بطابور الصباح وتحية العلم وتلاوة النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية. 



كنا نتحصل على العلم بحق من خلال الأساتذة والمدرسين وكان الأستاذ يتقى الله فى طلابه فلا يطلب من أحد أن يأخذ عنده دروسًا خصوصية وكان لا يخرج من الفصل حتى نستوعب جميعًا ونفهم الدرس جيدًا وكان هناك الثواب والعقاب وكنا نرتعد عندما نعلم أن شيخ المعهد يقوم بجولة لتفقد الأدوار وفصول الدراسة.. أتذكر جيدًا منذ أكثر من ثلاثين عامًا، حيث دخل علينا فضيلة الشيخ عبدالله خالد شيخ المعهد رحمة الله عليه دون سابق إنذار وكان من عادته أن يفتح باب الفصل إذا ما كان مغلقًا فجأة وبقوة.. دخل رحمة الله عليه فوجد المدرس يدخن «سيجارة» ويضحك  ولا يقوم بعمله لشرح أحد دروس اللغة العربية «مسح» رحمة الله عليه الأرض بالمدرس وطرده من الفصل وقام هو بشرح الدرس.. هذا هو التعليم الأزهرى بحق ونحن نحمد الله أن كنا طلابًا  فى هذا العصر الجميل. 

اليوم تحدث عن بعض المعاهد الأزهرية ولا حرج نسبة كبيرة  من المدرسين  لا يشرحون فى الفصل بما يرضى الله وبالتالى يتجه الطالب إلى أخذ دروس خصوصية.. المعاهد أصابها الانحلال بعد أن زادت الكثافة فى الفصول، على سبيل المثال أبنائى فى أحد المعاهد بالريف كانت أعلى كثافة للفصل من ١٥ إلى ٢٠ طالبًا.. اليوم بعد أن سمح الأزهر بتحويل الطلاب من العام  وصلت الكثافات فى فصول المعاهد الأزهرية فى القرى قبل المدن  إلى ٣٠ طالبًا وطالبة  وزيادة فى بعض الأحيان هذا يستوجب من الأزهر زيادة المدرسين ومفتشى الأدوار لكى يسود الانضباط داخل المعاهد. 

وأنا لى وجهة نظر فى مسألة السماح بالتحويل إلى الأزهر من التربية والتعليم.. كل الناس لها الحق فى ذلك ولكن بحكم الخبرة والزمن وما عاصرته شخصيًا ما يقرب من ٨٠ فى المائة من المحولين إلى الأزهر للأسف لم يحصلوا على الثقافة والتربية الأزهرية من الأساس فى المرحلة الابتدائية وبالتالى يجب أن يجلس الإخصائى الاجتماعى مع هؤلاء الطلاب الجدد  خاصة وأن أعلى نسبة تحويل للأزهر كانت هذا العام  بعد ما طرأ على نظام التعليم  فى التربية والتعليم  وما حدث فى الثانوية العامة.. لذلك أدعو فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب بالتوسع أكثر فى عملية إنشاء المعاهد الأزهرية وأدعو فضيلة وكيل الأزهر الدكتور محمد الضوينى أن تزيد عملية الرقابة والتفتيش على المعاهد خاصة فى القرى الريفية بالمحافظات هناك عجز فى الإدارات نظرًا لظروف الكل يعلمها وبالتالى من الواجب إدخال عناصر جديدة فى التعليم الأزهرى.. وما ذنب طلاب عدد من المعاهد الأزهرية فى مركز أشمون أن ينتهى يومهم الدراسى الساعة الحادية عشرة صباحًا بدلًا من الثانية بعد الظهر نتيجة الفترة الثانية لطلاب التربية والتعليم..  تحيا مصر.