الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«التجلى الأعظم»

«التجلى الأعظم»

تسكن الروح ويستقيم الجسد عندما ندخل فى حرم البقعة المباركة.. هناك فى موضع التجلى الأعظم حيث كلم الله العزيز الجبار نبيه موسى عليه السلام. 



منذ قرون طويلة تستقبل مدينة سانت كاترين المباركة، أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزًا، المحبين للسلام من كل مكان فى العالم تقع مدينة التجلى الأعظم على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر.. وتحيط بها مجموعة من الجبال هى الأعلى فى شبه جزيرة سيناء بل فى مصر كلها.. وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة.. جبال شاهقة تدل على عظمة المولى تبارك وتعالى.. هذه العظمة تستشعرها بروحك قبل جسدك عندما نتذكر قول الله تعالى «فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا».

التقارير المحلية والعالمية التى نشرت فى معظم الدوريات والمنصات الإعلامية فى الداخل والخارج تؤكد أن العالم ينظر إلى هذه البقعة المباركة نظرة تقدير واحترام  وإعجاب، حيث تحظى بمناخ وطبيعة ساحرة تضاف إلى سحرها وجاذبيتها الروحية لكل الأديان السماوية..  لها مناخ متميز معتدل فى الصيف شديد البرودة فى الشتاء  يعطى  جمالًا عندما تكسو الثلوج قمم جبال المنطقة فتشعر أنك فى أجمل المدن الأوروبية، وتعتبر محمية طبيعية ذات أهمية كبيرة وأضيف إليها بعد تاريخى حضارى دينى آخر عندما شيد بها الدير المعروف الآن باسم دير سانت كاترين فى القرن السادس الميلادى.. وما زال من أعظم الآثار المسيحية فى مصر والعالم. هذا التميز فى الموقع والمناخ.. وفى التاريخ والجغرافيا.. انعكس على حاضر سانت كاترين التى تعد منطقة سياحية ذات طابع خاص ومنطقة زراعية بسبب توفر مصادر المياه الجوفية بها.. وملجأً روحيًا لمن يريد أن يختلى بنفسه ويطهر عقله وجسده من هموم الدنيا.

البعد الاستراتيجى والموقع الفريد والتاريخ والجغرافيا لهذه المنطقة الساحرة جعلتها تحظى بتقدير القيادة السياسية ووضع خطة عاجلة للاستفادة من كل هذه المقومات الطبيعية لكى تصبح مدينة سانت كاترين عالمية وجاذبة أكثر للسياحة الدينية والروحية من بقاع الأرض. 

العام الماضى شرفت بزيارة هذه المدينة الساحرة وكانت زيارة خاصة لبعض الوديان والجبال المحيطة بالمدينة منها «وادى التلعة»، حيث ينابيع المياه العذبة تشق طريقها عبر الجبال وتسقط فى صورة شلال عظيمة من المياه الباردة التى لا يستطيع أحد أن يعرف مصدرها تحديدًا هى أقرب إلى مياه «زمزم» إن لم أكن أبالغ.. يشرب منها أهل الوادى وفى طريقها تزهو أشجار التين والعنب والزيتون واللوز وبعض النباتات العطرية والطبية والريحان والنعناع والزعتر والميرمية والشيح كلها أشجار وأعشاب مباركة تملأ الوادى والجبل.  

الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع مع المسئولين ما يتم على أرض الواقع من تطورات المشروع العالمى للمدينة من خلال  إنشاء «مزار روحى» على الجبال المحيطة بالوادى المقدس وربط المدينة مع باقى المنطقة الساحلية الممتدة بين الطور وشرم الشيخ ودهب والبدء فى  تسويق المدينة عالميًا كوجهة للسياحة الدينية خاصة أن المنطقة تعتبر ملتقى للديانات السماوية. 

المشروعات القومية التى وضعت مصر على خريطة السياحة العالمية من جديد خلال السنوات الأخيرة بدءًا من المتحف الكبير الذى تضع الدولة اللمسات الأخيرة لحفل افتتاحه قريبًا مرورًا بمتحف الحضارات بالفسطاط وتطوير مقامات آل البيت والقاهرة الإسلامية وحاليا مشروع طريق الكباش العالمى تؤكد أن القوة الناعمة والمقومات الربانية التى لا مثيل لها فى أى دولة فى العالم تثبت أننا  قادرون أن نكون فى المرتبة الأولى لجذب السياحة العالمية وأن تلك الصناعة تعتبر قاطرة قوية وداعمة للاقتصاد المصرى.. نحن ننتظر أن يصبح المشروع العالمى «التجلى الأعظم» واحدًا من أفضل المشروعات السياحية خلال هذا القرن. تحيا مصر..