الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«سيناء» عاصمة الثقافة المصرية

«سيناء» عاصمة الثقافة المصرية

الأرض المباركة التى تجلى الله عليها من فوق عرشه وكلم فيها موسى عليه السلام تكليما ألا تستحق من وجهة نظر جميع المثقفين فى مصر أن تصبح عاصمة للثقافة المصرية عام ٢٠٢٢. 



لا أستطيع أن أصف شعورى فى نهاية هذا العام أن «أحج» إلى أرض الله فى سيناء شمالًا وجنوبًا عدة مرات خاصة مدينة «العريش» الباسلة التى حماها بأرواحهم وأجسادهم ودمائهم «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».. مدينة العريش فى محافظة شمال سيناء حررت من الإرهاب ومن الطامعين فى تلك الأرض العزيزة الغالية بقوة وعزم وتضحيات رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل.. اليوم تجرى معركة لا تقل عن معركة تحرير الأرض وبدأ تحرير العقول بالعلم والثقافة والفن والإبداع ولأول مرة بعد ثلاثة عشر عامًا تتم إقامة مؤتمر الأدباء والمبدعين والمثقفين فى قلب مدينة العريش من العقول الراقية لأبناء محافظات القناة وسيناء شمالًا وجنوبًا.. هذه النقلة النوعية على الأرض المباركة تستحق الإشادة والتكريم من مقاتل استلم أمانة التنوير من وزارة الثقافة مؤخرًا، هذا الرجل فى الأساس مقاتل من طراز رفيع نشأ فى عرين الرجال ومصنع الأبطال. 

محمد نبيل رئيس إقليم القناة وسيناء استطاع فى بضعة شهور أن يقيم عددًا من الأنشطة الثقافية لم تكن موجودة منذ سنوات طويلة على هذه الأرض.. ذهب برجال الثقافة إلى مدن سيناء شمالًا وجنوبًا وإلى الوديان والدروب.. يخاطب أهل سيناء، أطفالها وشبابها ورجالها ونساءها.. لم يفعل مثل غيره يجلس فى مقر الإقليم بالإسماعيلية فترة عمله ويظل فى الأمان وإنما ذهب إلى كل شبر فى شمال سيناء لكى يؤكد رسالة الدولة أن سيناء آمنة مطمئنة والدليل إقامة مؤتمر الأدباء السنوى على هذه الأرض المباركة. 

رمال سيناء التى ارتوت بدفقات دماء الشهداء تستحق أن تكون إحدى المحافظتين عاصمة للثقافة المصرية عام ٢٠٢٢، ومن وجهة نظرى تستحق محافظة جنوب سيناء اللقب باقتدار لعدة أسباب أولها: الاستعدادات التى تجرى على قدم وساق فى «مدينة التجلى الأعظم» لتصبح بحق منطقة للثقافة والنور والتاريخ والجذب السياحى تنطلق لتجمع كل أرواح المحبين للتسامح بين الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية وأيضا المؤتمرات العالمية والفعاليات الكبرى التى يتم الاستعداد لها بداية العام الجديد من خلال مؤتمر الشباب العالمى وقمة المناخ.. سيناء تستحق كل هذا التقدير من القيادة السياسية التى تسير على نهج من حرروا الأرض من أيدى المعتدين فى حرب العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣.. منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية وضع هذه البقعة بكل ما فيها فى قلبه وعقله من خلال هذه المليارات التى تنفق على المشروعات فى شمال وجنوب سيناء.. إنشاء 4 مدن جديدة و81 ألف وحدة سكنية و400 منزل بدوى، إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات على مشروعات الكهرباء و700 مليون صرف صحى ومد طرق بطول 2400 كيلو متر وإقامة الأنفاق الجديدة التى ربطت سيناء بالوادى والدلتا وتطوير مطار البردويل ومطار وميناء العريش وإنشاء جامعة الملك سلمان والعريش أحدث صروح التعليم العالى وتطوير 131 مدرسة وحفر 378 بئر مياه جوفية و30 محطة تحلية وبناء 73 سدًا و250 بحيرة لحماية المناطق الجبلية من السيول وإقامة مجمع للرخام وقرى للصيادين والتجهيز لاستصلاح 100 ألف فدان  وفى جنوب سيناء: إنشاء 1738 مشروعًا بتكلفة بلغت 28 مليار جنيه ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على عدد من المشروعات فى سيناء المباركة ما يقرب من ٧٠٠ مليار جنيه ،هذه الأرقام نقطة من فيض التدفق الذى تقدمه الجمهورية الجديدة لسيناء وأهلها وستقدم الكثير فى السنوات المقبلة.. سيناء تستحق يا سادة.. أمن سيناء وتعميرها بالمشروعات الكبرى وبالتوطين أمر لو تعلمون عظيم وبحق هى عاصمة الثقافة المصرية فى العام الجديد بإذن الله.. لن أنسى ما قاله الرئيس السيسى عن سيناء: «آن الأوان لتنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها وتشهد حضارة ونموًا»..  خالص الشكر لمحافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة على استقباله الحافل لأعضاء المؤتمر وكل التحية والتقدير لرجال الأمن فى شمال سيناء بقيادة اللواء ممدوح أبوزيد مدير الأمن على جهودهم الأمنية وفتح شوارع مدينة العريش التى احتضنت أكبر مؤتمر للمثقفين عقد فى العريش على مدار عدة أيام بحضور رجال الإعلام والمفكرين والأدباء من جنوب وشمال سيناء ومحافظات القناة.  تحيا مصر..