الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشماتة

الشماتة

الحياة والموت بيد الله وحده لا بيد الإنسان، ولا أحد يملك صكوك الغفران ولا حساب الآخر وبالتالى لا يملك مفاتيح الجنة والنار، كل مقادير الحياة تمضى بيد خالقها ومدبرها، ولذا فقد تعجبت أشد العجب من أولئك الذين يشمتون فى وفاة شخص أو مرضه وكأنهم مخلدين وسيظلوا أصحاء مدى الحياة!



الموت والمرض لا حيلة فيهما وكل البشر ميتون وكلهم معرضون للمرض، ولذا فمن أين جاء أولئك الذين يصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويطلقون على أنفسهم « إخوان مسلمين « بكل هذه الصفات الذميمة وألعنها الشماتة فى موت مسلم وكأن الموت عقاب له على خطأ ارتكبه معهم وكأنهم مخلدين ولا يمرضون أبدا !

 ويقول الله تعالى فى كتابه المجيد : {إنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، 

ومع وفاة شخصية سياسية أو مشهورة ينقسم البعض إلى شامت وداع له بالرحمة وهنا يثور السؤال هل يجوز الشماتة فى الموت من عدمه سواء كان المتوفى شخصية عادلة أم ظالمة، مسلما أم كافرا؟  

لا شك أن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين من الابتلاء له ولمن يتركهم بعده، وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ، والرحمة الإنسانية تحمل على الحزن بل البكاء مهما كانت معاملة الميت، لقد قام النبى صلى الله عليه وسلم لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودى قال «أليست نفسا»؟.. رواه البخارى ومسلم.

وليعلم كل إنسان أن التشفى بالموت ليس خلقا إنسانيا ولا دينيا، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يسر الإنسان إذا قيل له : إن فلانا يسعده أن تموت ؟ والنبى- صلى الله عليه وسلم قال «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك.

إن الشماتة بالمصائب التى تقع للغير تتنافى مع الرحمة التى يفترض أنها تسود بين المسلمين.

. وقد قال فى صفات المنافقين «وإذا خاصم فجر ومن الفجور الشماتة.

إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم. وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها. وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}.. [آل عمران : 120]، ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول: فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا.

وقد شددت دار الإفتاء المصرية أنه يجب، على الناس، عدم إظهار الشماتة مطلقا، سواء فى الموت أو المرض أو غيرها من الأمور التى تقع لأى إنسان، وأكدت أن الشماتة من صفات المنافقين.