
كمال عامر
الشباب.. ترتيب أوراق العالم
الدولة المصرية راهنت على الشباب ونجحت.
فى شرم الشيخ منتدى شباب العالم بحضور ممثلين لـ196 دولة أطلق صرخته، وأعلن رؤيته بحلول للتحديات التى تربك وتقلق دول الكرة الأرضية وقادتهم.
فى أروقة المنتدى جلسات عامة، حوارات حول مائدة مستديرة، نقاش حول «تحدٍ» من التحديات المتفق على وجودها..
نقاش وجه لوجه، وزراء، مسئولين، شباب ومن خلال المتابعة الدقيقة للانعقاد أرى:
1 - نجحت الحركة الشبابية المصرية فى تجييش الحركة الشبابية العالمية، وجذبها لرؤيتها للتحديات التى تواجه الكرة الأرضية، وكيفية الحلول.
الدولة المصرية بدورها هيأت الظروف للحركة الشبابية العالمية لكى تصرخ ضد الفقر، وتحذر من تداعيات السلوك العالمى على المناخ وأن الفقر هو أحد أهم أضلاع مثلث المعاناة وأخطرها..
شباب العالم من شرم الشيخ خلال جلسات المنتدى ونتائج النقاش والحوارات أعتقد أنهم فى رسائلهم الملهمة لصناع القرار فى العالم كدول، مؤسسات، دوائر، مراكز الأبحاث، أجهزة ومؤسسات، أكدوا أن التعاون هو أهم عوامل النجاح فى محاربة كل الأمراض التى تصيب العالم.
وأن مشكلة معالجة الأمراض الاجتماعية والإرهاب.. وغيرهم.
أمور ترتبط بالاقتصاد، والسياسة، وهو ما يستدعى عمل أجندة شاملة بالتحديات ككل، وعلاج شامل للأسباب قبل النتائج.
2 - شباب العالم من شرم الشيخ، أيقنوا أن أغنياء العالم يقع عليهم واجب أخلاقى، ودينى بضرورة مساندة ومساعدة الفقراء من الدول وكل الذين يعانون.. لإيمانهم بألا أحد غنيًا يمكن أن يعيش وسط الفقراء.. هو أمر خطر، وصعب، وغير منصف، لذا يجب أن نساند المجتمعات والدول التى تعانى لنضمن الأمن.
التجربة المصرية فى معالجة التحديات الاجتماعية بدءًا من «الفقر»، «الوعى»، «التعليم»، «الصحة»، كانت ملهمة، وحياة كريمة لـ60 مليون مواطن تتضمن أهدافًا مباشرة.. مسكن، تعليم، مراكز شباب، طرق، صرف صحى، كهرباء، مستشفيات، مدارس.
وأهم أهداف المشروع أيضًا.. بناء الإنسان نفسه، تطوير قدراته، بشكل عام.
الدولة المصرية هنا فى تجربتها «حياة كريمة» قدمت نموذجًا مُلهمًا للمصريين والعالم. وأن هناك أكثر من مشروع تنموى متكامل ضمن أجندة واضحة هدفها:
1 - تطوير قدرات الموطن.. بشكل عام، حياته، ثقافته، تعليمه، صحته.
2 - كل ما تقوم به مصر من مشروعات تنموية متنوعة، تندرج فى النهاية لتحقيق هدف واحد.. الإنسان المصرى.
3 - نجحت الدولة المصرية من خلال منتدى شباب العالم - النسخة الرابعة - فى تقليل الفجوة بين أهدافها وخططها، وما يحدث فى الدول الأخرى.
والدليل أن خطوات مصر الإصلاحية والتنموية وجهودها لصالح المواطن والبلد بشكل عام لاقت رواجًا وإنصاتا وتأييدًا.
4 - المنظمات الدولية العاملة فى مصر طلبت أن تعمم الدولة المصرية تجربتها فى خدمة شعبها على دول العالم، وطالبت بنقل تلك التجربة «الملهمة» إلى دول أخرى.
5 - نجحت الدولة المصرية بكل تشكيلاتها ومؤسساتها فى تقديم نفسها للعالم، على أنها دولة تملك خططًا للمستقبل.. وتنفذها بدقة، تتمتع بمصداقية فى الشارع والعالم.
شباب مصر نجح فى استغلال المنتدى كمنصة من خلالها خاطب العالم، وقذف حجرًا، صانعًا دوائر عنيفة.
أعتقد أن تلك الدوائر بمثابة تحذير، صناعة أمل.. امتلاك أدوات لصناعة غد أفضل لمصر والعالم، ترتيب أولويات لمواجهة التحدى، فرض أسلوب الخطط الشاملة هى الحل.
الشباب - الآن - هم الحاضر.. وكل المستقبل، المناخ مسئولية الجميع، والمحافظة على البشرية أيضًا مسئولية الجميع، علاج الفقر قبل الفكر، على الدول الغنية مساندة البسطاء والفقراء.
دروس.. من قراءة لملفات أحوال العالم.. مصر تنجح فى خلخلة أطواق وأسوار مكبلة للانطلاق والبناء.